عبدالله حاويز
الموجة الجديدة من أكراد العراق المهاجرين إلى أوروبا هي الأعلى منذ الحرب الأهلية الكردية في التسعينيات، ومع ذلك فإنَّ البيانات المتعلِّقة بالهجرة لعام 2021 غير مكتملةٍ؛ بسبب الطرائق غير النظامية التي يهاجر بها الناس، ممَّا يجعل جمع الأرقام الموثوقة شبه مستحيل، إذ إنَّ الطريقة الوحيدة لإحصاء هذا الكم الهائل هي عَدُّ الإفرادِ الذين يغادرون من كل قرية وبلدة أسبوعياً.
لقد كنت أتابع ما كان ينشر عن هذا الشأن على صفحات «الفيسبوك» الكردية لمعظم عام 2021، والأرقام أكبر ممَّا كُشِفَ عنه، ومقياس آخر هو الحادثان اللتان حظيا باهتمام وسائل الإعلام: أزمة الهجرة على حدود بيلاروسيا مع الاتحاد الأوروبي، وفاجعة القناة (التي شهدت غرق أكبر عدد من المهاجرين في حادثة واحدة)، ففي كلتا الحالتين، كان أكبر عدد من المهاجرين هم الأكراد العراقيين، ومع ذلك لا توجد طريقة لمعرفة العدد الدقيق؛ لأنَّه حتى حينما يصل الأكراد العراقيون إلى وجهتهم ويطلبون اللجوء، فإنَّهم عادة ما يزعمون أنَّهم إمَّا إيرانيُّون وإمَّأ سوريُّون.
أسباب هجرة أكراد العراق متعددة الأبعاد، وبعضها خارج سيطرة حكومة إقليم كردستان، ولكن معظمها داخلي، ونشأ عن خلل وظيفي داخل حكومة إقليم كردستان.