تُعدُّ منظمة التجارة العالميَّة (WTO)، إحدى المنظمات الثلاثة التابعة للأمم المتحدة، والمختصة في المجال الاقتصادي والتجاري، والتي تُعدُّ من الفاعلين الكبار على الساحة العالمية، إذ حلَّت محلَّ منظمة «الجات» للتعريفة الجمركية، وباشرت بأعمالها فعلياً عام 1995م، ومن دون الدخول في سرد تأريخها وتأسيسها، قامت هذه المنظمة على تحقيق جملة من الأهداف التي تُعدُّ عصب مهامها، أهمها: (تنظيم التجارة بين الدول الأعضاء، وضمان انسياب التجارة وتدفقها بسلاسة بأكبر قدر من التسهيلات والحرية، وإقامة نظام اقتصادي عالمي قوي، ورفع مستوى المعيشة وتنمية دخل أعضاها، فضلاً عن إيجاد وضع تنافسي دولي يعتمد على الكفاءة الاقتصادية).
ومنذ وقتٍ ليس بالبعيد يُنادي بعض المختصين والسياسيين بوجوب انضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية (WTO)، كان آخرها تصريح وزارة التجارة العراقية بعزم وزيرها للذهاب إلى جنيف للتباحث في إمكانية انضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية، وتبعاً لذلك يتبادر إلى الأذهان تساؤل مركزي مفاده: ما هي الآثار المتوقعة من انضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية؟ وخصوصاً في الأوضاع غير الطبيعية التي يعيشها العراق! ولإعطاء إجابات علمية وواقعية علينا دراسة وتفحُّص شروط الانضمام والطبيعة الاقتصادية والتجارية للعراق.