د. أبرار حسن النوري
ما إن سيطرت جماعة «داعش» على أراضي واسعة من العراق، وللوحشية التي بيَّنوها في الإعلام المرافق لهم، لم يكن هنالك طريق لمواجهتهم إلا بفئة من العقائديين؛ ليكونوا قوة موازية تستطيع تحمُّل الطريقة الوحشية التي تسير عليها الجماعات الإرهابية ومواجهتها.
استطاع العراق بعد فتوى المرجعية أن يشكِّل جبهةَ صدٍّ ومواجهة من الشباب المتطوِّع للدفاع عن أرضه ومقدَّساته (وَفْقاً لفتوى مرجعية النجف)، فكانت قوة عقديَّة سمُّيت بــ(الحشد الشعبيّ).
وبعد القتال الوحشيّ الذي واجهه المقاتلون في تصديهم لزحف داعش، إذ بذلوا كل ما يمكن بذله، وكان من المتوقع أن يكون الرد بالعنف الذي أفقد العراق عدداً لا يحصى من المقاتلين ما بين جريح وقتيل، فضلاً عن عمليات حرق الأجساد، والذبح والتنكيل بالجثث وغير ذلك من الأساليب آنفة الذكر، وما خلَّفتها من إصابات جسدية مثل: (البتر، والشلل، والعجز، واستئصال الأعضاء المصابة، والشظايا المتناثرة في أجساد المقاتلين)، كلُّ ذلك أنتج فئةً تُعاني من آثار على العلاقات النفسية والاجتماعية للمقاتلين وخصوصاً مَن كان مواجها لتلك الصدمات أو الجرحى.
كان اعتماد أساس الوحشية في القتال من قبل تنظيم داعش كافياً لإيقاع عددٍ ليس بقليل من المقاتلين العراقيين نفسياً وجسدياً في مجموعةِ إصابات بليغة، ونتيجة تلكم السنين من القتال والمقاومة أُصِيبَ المقاتلون في صفوف الحشد الشعبي –بوصفهم أحد أهم الصادين والمواجهين لتنظيم داعش- بمجموعة من الأزمات النفسية، وما يزال بعضهم يعاني من آثارها السلبية القائمة باضطرابات نفسية متنوعة، إذ وَفْق إحصائية هيئة الحشد الشعبي كانت أبرز تلك الاضطرابات هو اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية PTSD .