أحمد خضير حسين
تختلف النظرة الاجتماعية للمرأة العاملة وَفقاً لطبيعة الاختلاف المناطقيّ والثقافيّ والمدنيّ, وكذلك وَفقاً لطبيعة التغيرات التي أصابت البنية الاجتماعية في العراق عبر العقود الأخيرة.
إذ دائماً ما تحمل النظرة الاجتماعية لطبيعة عمل المرأة كثيراً من الرفض والإدانة، ومن ثَمَّ هناك قيم البداوة التي انسحبت على المدينة بفعل التلاقح الاجتماعيّ الثقافيّ, أي: ما زالت عرضةً للتمييز الاجتماعيّ والجنسيّ، وعدم الاعتراف بها بوصفها شخصيةً مستقلةً مساويةً مع الرجل في تكوين الأسرة والمجتمع على حدٍّ سواء، ناهيك عن تعسُّر الحصول على فرصِ عملٍ ملائمة في ظل تلكؤ النمو الاقتصادي وتفاقم الأزمات الأمنية.
أمام المرأة العاملة العراقية العديد من المعوِّقات والتحديات التي تحتاج إلى المزيد من الخطوات والتدابير الفعَّالة للقضاء على الظلم والعنف والتمييز والحرمان من الفرص المتكافئة والعدالة المنشودة؛ لتحقيق معدَّلات أعلى من المشاركة الاجتماعية والاقتصادية, إذ تتطلَّع إلى تغيير جذري في النظرة التقليدية السائدة لدورها في المجتمع.
تسعى هذه الدراسة للكشف عن واقع المرأة العاملة في العراق خلال المرحلة الراهنة, وماهية المشاكل التي تواجه المرأة في بيئة العمل، ونظرة المجتمع لها, فضلاً عن اقتراح سياسات لحماية المرأة.
تبنت هذه الدراسة منهجية تتبُّع الأرقام الرسمية الخاصة, فضلاً عن إجراء مقابلات مباشرة مع رؤساء منظمات مجتمع مدني، ونخب مثقَّفة.