أثّر التطور المعلوماتي والتقدم المضطرد في العلوم الرقمیة الذي شهده العالم في نهايات القرن الماضي إلى الثورة المعلوماتية في الأحداث والتطورات السیاسیة والاجتماع یة وعلی مستخدمي هذه التقنیة. فالحرکات الاجتماعیة التي خرجت من رحم شبکة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي (social media) أفضت إلى نشوء ظاهرة جدیدة سُمیت بالدبلوماسية التویتریة. فقد أقبل القادة والسیاسیون علی التحکم في الرأي العام عبر توظیف الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. من جانب آخر، نشر الأخبار الزائفة علی نطاق واسع جعل معرفة الحقيقة و التمییز بینها وبین الکذب أمراً في غایة الصعوبة. والأهم من کل ذلك هو أنّ سلوك المواطن أصبح خاضعاً لهذه الشبکة ومنصات التواصل التي تمخضت عنها.
وتشیر البیانات إلى أنّ ملایین البشر في شتی أرجاء المعمورة باتوا يستخدمون الإنترنت ومنصات التواصل یومياً. وقد أشار المسح الذي أجري في صیف عام 2021 إلى أنّ مستخدمي منصات التواصل الاجتماع ي ناهز 4.8 مليار شخص، وهو یعادل 56.8% من مجموع سکان الأرض، 99% منهم یستخدم تطبيقات الهاتف النقال لهذه الغاية. فالاستخدام الیومي لهذه المنصات بات یأخذ ما یقارب ساعتین و24 دقیقة في الیوم الواحد(How Many People Use Social Media in 2021? (65+ Statistics), 2021)). وهذه البیانات وغیرها تشیر إلی حقیقة واحدة لا یرقی إلیها الشك، وهي أنّ هذه الشبکات أصبحت جزءاً من الحیاة الیومیة لکل شخص وتستطیع أن تترك بصمتها علی حیاة ملایین الناس.