على الرغم من ظهور قيادات ومرشحين عن بعض التحالفات للحديث عن الحصول على أعداء تتراوح بين 60 و100 مقعد، إلا أن الحصول على هذا العدد من المقاعد غير ممكن عمليا في ظل قانون الانتخابات الجديد الذي لم يعد يمنح التحالفات الكبيرة الفرصة للاستحواذ على عدد كبير من المقاعد كما كان يحدث في السابق.
ومع الإقرار بأن القوى السياسية التقليدية ستحافظ على مواقعها في صدارة النتائج، لما تمتلكه من قدرات مادية، وماكينة انتخابية كبيرة، وخبرة في التعامل مع الاجواء الانتخابية، الا أن تقسيم المحافظات إلى دوائر متعددة كما حصل في قانون الانتخابات رقم 9 لسنة 2020 الذي ستجري بموجبه الانتخابات المقبلة في العاشر من تشرين 2021 قد يقلل من سطوة تلك القوى وإن كان بشكل نسبي، ما يجعلها تفقد ما بين 10 إلى 15% من تأثيرها السابق.
إن الحديث عن فقدان هذا التأثير لا يعني أنها لن تكون قادرة على خوض حوارات تشكيل الحكومة، بل إنها ستكون في صلب تلك الحوارات، لعدة أسباب أبرزها عدم وجود مؤشرات على فوز قوى جديدة يمكن أن تتنافس سياسياً بعد الانتخابات مع القوى القديمة، فضلاً عن أن بعض الأحزاب زجت بقوائم ومرشحين بمسميات أخرى قبل الانتخابات، وسيجري الالتئام بينهم بعد إعلان النتائج. وعلى الرغم من صعوبة التكهن، إلا أن المعطيات الحالية، ومقارنة قوة المرشحين في الدوائر الانتخابية، تقود إلى التوقع بتصدر ثمانية تحالفات للنتائج، وهذا ما سيؤهلها، أو يؤهل اغلبها لخوض غمار حوارات تشكيل الحكومة الجديدة، أربعة من هذه التحالفات ستكون لها الغلبة في بغداد والفرات الاوسط والجنوب وجزء من ديالى هي الكتلة الصدرية وتحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وتحالف قوى الدولة، بينما سيتصدر تحالفا تقدم وعزم نتائج المحافظات الشمالية والغربية، أما في إقليم كردستان فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني سيتصدران النتائج.