سجلت عدد من الاستحقاقات الانتخابية التي أجريت في الدول العربية منذ خريف العام الماضي تراجعاً ملحوظاً في نسبة المشاركة؛ مما يشير إلى وجود عزوف انتخابي انتشر بينها سريعاً حتى تحول إلى عدوى تنقلت بين أغلب دول المنطقة التي شهدت عمليات انتخابية؛ الأمر الذي يثبت أن الحديث عن العزوف الانتخابي لا يقتصر على دولة دون غيرها، بل يعتمد على الظروف التي تدفع الناخبين إلى اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها، وبينما يرجع البعض أسباب العزوف إلى الأوضاع الصحية التي رافقت جائحة كورونا، يرى آخرون أن الجائحة لا تعد مبرراً كافياً لمقاطعة الانتخابات ما لم تكن هناك أسباب سياسية أو أمنية، وربما اقتصادية أو اجتماعية تقف وراء ذلك، وجاء تسجيل انخفاض نسبة المشاركة في دول مستقرة نسبيا مثل الأردن، ومصر، وإيران ليشير إلى أن العزوف أصبح كالعدوى التي تصيب الجسد السليم وغير السليم إذا انتشرت؛ وهو ما يدفع للبحث في الأسباب الحقيقية للعزوف، ومدى انعكاس ذلك على العراق، وتحديد سبل حماية الانتخابات المقبلة من خطر المقاطعة.
عدوى العزوف الانتخابي في الدول العربية: سبل الوقاية من انتقالها إلى العراق
الكاتب : عبد العزيز عليوي العيساوي
355
READ IN: ENGLISH
عبد العزيز عليوي العيساوي
أكاديمي وباحث متخصص في الشؤون الانتخابية ودراسات الديمقراطية، حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بغداد