بالنسبة لمتابع سوري أو عراقي، فإن ما يحدث في أفغانستان، يبدو حدثاً عادياً، مقارنة بهول ما شهده، وهول ما هو فيه، وقد لا يوجد ما يدهشه في هذا العالم. لكن الوضع مختلف نسبياً أمام الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد، ذلك أن الولايات المتحدة موجودة في سورية والعراق أيضاً، وثمة من يتدبر سبل إخراجها منهما، وبالطبع ثمة من يريد لها البقاء فيهما، وهذا ينسحب على الأفغان أيضاً، فهم موجودون –بكيفية أو أخرى- على جانبي الحرب في سورية وإلى حد ما العراق. كما أن أشباه طالبان، مثل «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرها، موجودون في العراق وسورية، ويمثلون خطراً يهدد البلدين والإقليم.
ومن ثم فإن الحدث الأفغاني، على اختلاف التقديرات حوله، هو حدث يهم فواعل الفكر والسياسة، والشبكات والتنظيمات الجهادية، وبالطبع الرأي العام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وخاصة العراق وسورية؛ الأمر الذي يتطلب المزيد من التدقيق والتقصي في طبيعة ما يجري في أفغانستان، واتجاهات التأثير المحتملة لذلك في المنطقة، وتدبير الاثار والتداعيات، واستخلاص الدروس أو الإشارات والتنبيهات.