يعد موضوع السلام من المواضيع المهمة والعميقة التي تحتاج الى البحث الواسع والمعمق وذلك لما للسلام من دورٍ خطير في استدامة الاستقرار وتجاوز أي مظهر من مظاهر العنف الذي يؤدي الى تهديد الاستقرار بكل أشكاله؛ ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا بد من مقابلة أشكال العنف بأشكال موازية من السلام، ومن أشكال العنف التي بحاجة إلى بناء سلام موازٍ لها، فضلاً عن العنف المباشر هي كل من العنف البنيوي والعنف الثقافي، فالعنف البنيوي يعد من أخطر أنواع العنف كونه يتلبس الأطر الشرعية والقانونية، ويمارس من خلال مؤسسات وهياكل رسمية ليشكل بذلك تهديد للاستقرار العام في الدولة، اما العنف الثقافي فهو الذي يضفي الشرعية على ممارسة العنف المباشر والبنيوي ومن أجل معالجة ذلك لا بد من بناء سلام بنيوي وثقافي يكون قادراً على تحقيق الاستقرار في البلاد ويحول دون مأسسة العنف فيها، وهذا ما يؤكد عليه مؤشر السلام العالمي عند قياس مستويات السلام في العالم.
د. باسم علي خريسان
دكتوراه علوم سياسية جامعة بغداد-تدريسي في كلية العلوم السياسية- جامعة بغداد
باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية -جامعة بغداد
كاتب للعديد من المقالات والبحوث والكتب في المجال السياسي والاستراتيجي وعلم النفس السياسي والحداثة وما بعد الحداثة والعولمة والفضاء السيبراني