يتجادل زملائي في المؤسسة روبرت مانينغ وكريستوفر بريبل على آخر ما نشرناه (إعادة التفكير في السياسة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط) والذي يتحدث عن مصالح الولايات المتحدة المحدودة في الشرق الأوسط، وإن هذه المصالح تصاحبها تهديدات ضئيلة الشدة ويمكن التعامل معها عن بعد، وإن وجود القوات الامريكية العسكرية بأعداد كبيرة هناك سيكون مُضراً أكثر مما هو نافع، والتقليل في عدد القوات العسكرية في المنطقة سينعكس بازدياد الأمن ويتيح المجال للدبلوماسية الأمريكية بالتطور.
لكن للأسف، كل هذه الجدالات ووجهات النظر تفتقر لما يسندها من الصحة. وبالطبع لو اجتمعت الآراء سوف تشترك في نقطة وهي سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، وسيلاحظ ذلك كل الجهات الفاعلة في المنطقة.
وكل ما ذكر أعلاه يحمل نسبه من الصحة. وكان الكُتاب والمؤلفين هنالك حقيقة بـ “الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط مُكلفة وغير حاسمة ولم يلحقها السلام ولا الاستقرار.” ونلاحظ بالأحداث الأخيرة، أن الرأي العام الأمريكي ضد ما يسميه البعض بـ “الحروب التي لا تنتهي”، وأن قادة الحزبين الجمهوري والديموقراطي أمسوا يتقبلون فكرةَ الانسحاب التي كانت متداولة منذ عقود، إلا ان ما تحمله هذه النداءات يجهل تاريخ سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، والذي بدورهِ سيمهد لتوصيات غير دقيقة أي أنها ستكون ذات عيوب، لنراجع معاً كل جدلٍ على حِدَة.