لقد أمتلأ الشرق الأوسط بأمثلة عن عدم كفاءة الولايات المتحدة وحلفائها بإنشاء دول مستقرة. فالفترة الاستعمارية من القرن التاسع عشر، والانتداب في النصف الأول من القرن العشرين، وأيضاً أحداث الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد مهدت هذه السلسلة من الأحداث الطرق للجهود الأمريكية لإعادة بناء العراق بعد أن أطاحت القوات الأمريكية بصدام حسين عام 2003م. في حين أن المشاريع الصغيرة كانت ناجحة، لكن التدخلات الاجنبية التي حدثت لأكثر من قرن من الزمن تركت دول المنطقة متخلفة عن الكثير من بقية دول العالم من النواحي الاقتصادية والتنمية البشرية و كذلك في طرق ادارة الامم بصورة سلسلة ، وقد خلفت هذه السياسات المتبعة عدداً كبيراً من الانقسامات في المجتمعات المحلية بسبب العداء العرقي والطائفي.
من جهة يشير البعض إلى أن تحديات الشرق الأوسط هي نتيجة لتطفل سياسات الغرب، وهو الذي جعل المنطقة ضعيفة ومنقسمة. ومن جهة أخرى، هنالك من يتجادلون بأن مشاكل الشرق الأوسط هي نتيجة الأحقاد القديمة والعادات القمعية المتجذرة في تاريخ المنطقة والتي لم يتمكن الغرب من اخمادها. ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما سبق بل هي خليط مما سبق.