تعد ظاهرة صعود اليمين المتطرف وبروز تأثيره في المشهد السياسي في العديد من دول العالم ولاسيما في عدة دول اوربية من الظواهر السياسية والاجتماعية التي حضيت خلال العقدين الأخيرين باهتمام غير مسبوق سواء من قبل الحكومات والمنظمات الدولية ، او مراكز البحوث والدراسات الاكاديمية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في مختلف دول العالم، ويعزى سبب ذلك الاهتمام الى عدة أسباب أهمها وصول بعض الأحزاب والشخصيات اليمينية المتطرفة التي تتبنى ايدلوجيات ومباديء ترتكز على العنصرية والتطرف ورفض الاخر وتتبنى خطابا مليء بالكراهية والتحريض على استخدام العنف ضد اللاجئين والمهاجرين والجاليات ولاسيما الجالية المسلمة في عدة دول في اوربا والهند والبرازيل.
ترتكز الأسـس الأيديولوجية المشتركة لليمين المتطرف الأوروبـي على أربعة ركائزهي: (القومية، والعداء للأجنبي، وحفظ القانون والنظام، والنظرة الشوفينية للرفاهية) بحيث يجب على الدولة أن تضمن مـن خـلال سياستها الاجـتـمـاعـيـة رفـاهـيـة أفــراد الأمـة مـن دون الأجـانـب، وتـنـظـر هـذه الأحــزاب إلـى المهاجرين على أنـهـم خطر يـهـدد الهوية الوطنية، والسبب الرئيس للجريمة، ويستغلون ما توفره دولة الرفاهية(). ويركز الخطاب الذي يوظفه اليمين المتطرف في برامجه السياسية وحملاته الانتخابية على إشكالية الهوية الثقافية وتهديدات العولمة أوالهجرة، لخصوصيتها الحضارية واللغوية بل الوطنية، كأهم سلاح لترويج برنامجه المتطرف، ومنع دخول الأجانب وطرد المقيمين منهم بهدف حماية «الهوية الوطنية»، وهو خطاب متطرف لدرجة الدعوة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، أو إلغاء العمل بالعملة الأوروبية الموحدة.