منذ سقوط نظام حزب البعث في عام 2003، أصبحتِ المناطق المتنازع عليها وخاصةً سنجار, وفقاً للمادة 140 من الدستور العراقي موضع تنازع بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، ممَّا أثَّر سلباً على تقدُّمِها الاقتصادي والاجتماعي، على الرغم من أنَّها منطقة استراتيجية، وغنية بالكثير من الموارد، سواءً أكانت موارد طبيعية كالنفط أم أراضي زراعية أو وجهات جذب سياحية، وإنَّ هذه المشاكل الأمنية و الإدارية خلقت ثغرة واسعة أدَّت إلى سيطرة تنظيم (داعش) عليها وقيامه بإبادة الأيزيديين، ممَّا يتطلَّب إطاراً تنظيمياً جديداً يمكن عن طريقه معالجة هذه الأزمات، ولعلَّ ذلك يتجسَّد بجعل سنجار محافظة اتحادية، وإطلاق المشاريع اقتصادية، وتعزيز الجهود الدولية، إلَّا أنَّ الصراعات داخلية وإقليمية ودولية تحد من إمكانية تحقيق هذا الإطار التنظيمي.
(سنجار) مدينة عراقية تقع في الجزء الشمالي الغربي من البلاد وتقع على الشريط الحدودي مع سوريا وتبعد بمسافة 125 كيلومتر عن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى التي تتبعها, سكَّان مدينة سنجار حوالي 400 آلاف نسمة, يشكِّل الأيزيديين فيها نحو 85%-86% مع أقليات عربية سنية وكردية وشيعية ومسيحية, وتُعتبرُ من المناطق الاستراتيجية المهمة للعراق، إذ تربط العراق ببلاد الشام من جهة وتربط الخليج العربي بتركيا وشمال العراق عبر خط الحرير الدولي من جهة أخرى, وإنَّ منطقة سنجار غنية بثرواتها الطبيعية خاصة النفط، والذي لم يُسْتَثْمَرْ إلى اليوم، فضلاً عن العشرات من ينابيع المياه والوديان التي تشكِّل نسبةً كبيرةً من مياه التي توصل لبحيرة ثرثار, أمَّا بخصوص الزراعة والأشجار تشتهر مناطق سنجار بزراعة الحنطة والشعير والتين والتبغ والبلوط والطماطم والخيار والباذنجان والبصل …وغيرها, ومن حيث موقع الجبل الاستراتيجي الذي ترتفع تقريباً 1465 متراً عن سطح الأرض يعتبر موقع مسيطر على المنطقة.