يمكن للدبلوماسية أن توفر مُتنفساً لحكومة محشورة بين إيران والولايات المتحدة .
في الوقت الذي تشق فيه الحكومة العراقية طريقها بجهد جهيد لتعزيز الاستقرار في وجه التدهور الاقتصادي ووباء كورونا والاحتجاجات السياسية ومظاهر العنف المتكرر، قد تبصر -هذه الحكومة- أملاً جديداً يتيح مساحة ما للتناور في الفضاء السياسي الضيق الذي تعلق فيه بين إيران والولايات المتحدة. فبعد يوم واحد من موافقة مسؤولين إيرانيين وأمريكيين -عبر وساطات- على العودة لاتفاق 2015 بشأن برنامج إيران النووي، أعلن دبلوماسيون أميركيون وعراقيون عن عزمهم سحب القوات القتالية الأمريكية من العراق. إن هاتين المبادرتين عرضة لشكوكٍ عميقة، ولكن لو نجحتا في مساعيهما، فقد تعملان على توسعة درب العراق الصعب الذي يقود إلى السلام.
صرح كلٌ من العراق والولايات المتحدة بأن المحادثات التي أجريت في الأمس بشأن “الحوار الاستراتيجي” العراقي-الأمريكي شددت على التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية والذي أثبت قدرتها على منع التهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم داعش. وقالت الحكومتان إن هذا التقدم يمكن أن يسمح “بنقل القوات الأمريكية القتالية المتبقية من العراق، مع تحديد التوقيت في المحادثات الفنية المقبلة”. هذا وتقول الولايات المتحدة إن لها 2500 جندي أمريكي في العراق.
أعلن العراق وحلف الناتو في شباط، أن الناتو سيوسع مهمته التدريبية غير القتالية من 500 عنصر إلى حوالي 4000 عنصر لتحصين العراق بشكل أكبر ضد عودة داعش. وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للشعب العراقي سحب القوات القتالية الأمريكية ورحيلهم النهائي -وهو مطلب كررته الجماعات السياسية والمسلحة العراقية المتحالفة مع إيران الأسبوع الماضي-.