يعيش العراق تعقيدات أمنية وسياسية حادة أنعكست سلباً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، إذ يلاحظ توسع ظاهرة التسول وانتشارها، ولاسيما تسول الأطفال خلال المرحلة الراهنة، مع تعدد صورها وأشكالها تبعاً لطريقة التسول.
تهدف الورقة إلى تسليط الضوء على المخاطر الاجتماعية لتسول الأطفال في العراق، وتستعرض بالسرد والتحليل تلك المخاطر، وانعكاسات ذلك على الوضعين الأمني والاقتصادي عبر الأجابة عن السؤال: ما المخاطر الاجتماعية المترتبة على تسول الأطفال في العراق؟
تسول الأطفال: حاجة أم مهنة؟
إن ظاهرة التسول عند الأطفال من الظواهر الخطيرة التي لها انعكاسات وأبعاد على تنشئة الأطفال، إذ ازدادت بنحو كبير في الشوارع والطرقات. فهؤلاء الأطفال يتبعون مختلف الطرق المباشرة وغير المباشرة للتسول، فمنهم من يقف في الطرقات المزدحمة بالناس، أَو في باب المساجد والكنائس، مروراً بالمقابر، وعند إشارات المرور يطرقون نوافذ السيارات، ويتبعون مختلف الأساليب والطرق المؤلمة والقاسية لطلب المال، كالتصنع بالعاهات والأمراض غير الحقيقية عبر التمويه والخداع.
إن المتسول بالمعنى المتبع في هذه الورقة هو الشخص الذي يطلب المال من الناس في الطرق والأزقة العامة باستخدام مختلف الوسائل لإثارة عطف الناس وشفقتهم()، وعلى الرغم من عدم توافر إحصائيات دقيقة لعدد الأطفال المتسولين، إلا أن الحصيلة الأولية بحسب تقدير المنظمات الاجتماعية تبلغ 100 ألف متسول، فيما قدر الجهاز المركزي للإحصاء عدد أطفال الشوارع بـ320،000 ألف طفل.