إن إيران والعراق يمتلكان إمكانات وقدرات يمكن أن تحولاهما إلى شركاء استراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه، توجد هناك تناقضات بين بعضهما البعض، والتي بدون كبح جماحها قد يدخل البلدان في توترات أمنية وعسكرية وحتى حرب لفترة طويلة من الزمن.
يمكن تقديم تحليل جامع وشامل للعلاقات السياسية والاقتصادية بين إيران والعراق، وهو أن هذين البلدين يتمتعان بطاقات وإمكانيات ذاتية، إذا تحققت عملياً على أرض الواقع، من شأنها أن تضع البلدين على مستوى شريكين استراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه، توجد لديهما تناقضات أيضاً، بحيث إذا تركت دون رادع حقيقي واحتواء للأمر من قبل طهران وبغداد، فقد تدفع البلدين إلى فترة طويلة من الصراعات الأمنية والعسكرية وحتى الحرب.
إن أهم العوامل الدخيلة في كيفية توجيه التطورات في إيران والعراق في المستقبل، وأن أياً من الاحتمالات المذكورة آنفاً التي ستسود في العلاقات بين الجانبين، ستكون على النحو التالي: أولاً: نوع الحكم في كل من البلدين.
ثانياً: تأثير العلاقات الإقليمية والعالمية على تحديد السياسات الكلية للبلدين تجاه بعضهما البعض.