د. محمد الربيعي
تقدم هذه الدراسة، وهي بمثابة عملية مراجعة مؤسساتية خارجية شاملة، أبرز النتائج والتوصيات التي خلصنا اليها من تقييم ثماني جامعات عراقية، وتضم التخطيط الإستراتيجي والقيادة والجهاز الإداري والموارد البشرية والمشاركة المجتمعية. كما شملت المراجعة الفعاليات التعليمية أي التعليم والتعلم، والتي تضم الطلاب والخريجين والمعايير الاكاديمية والبرامج التعليمية والتدريسيين والبحث العلمي والدراسات العليا وإدارة الجودة.
تضمنت أنشطة المراجعة ما يلي:
الملاحظة: ملاحظة المباني وقاعات المحاضرات والمختبرات والمكتبات والنشاطات التعليمية والبيئة الجامعية.
الفحص: فحص المعلومات والوثائق المطلوبة. بالرغم من توفر الوثائق المطلوبة لم يتوفر الوقت لمراجعة الكثير منها.
اللقاءات: عقد لقاءات مع رئيس الجامعة ومساعديه والعمداء ورؤساء الأقسام والاداريين والتدريسيين والطلبة.
التقييم: في ضوء الرسالة والأهداف وعلى أساس المقارنة مع الجامعات المحلية والعالمية والمعايير المعروفة من قبل المراجع.
هذا واحتوت الدراسة استنتاجات عديدة بنيت على المشاهدات والملاحظات وفقا لمهام محددة والتي تتلخص في تحديد نقاط القوة ومكامن الضعف في إدارة الجامعة والتعليم والتعلم والبحث العلمي، الى جانب الفرص المتاحة والمخاطر، وبهذا الغرض المؤسساتي لم تكن المراجعة لتقييم اداء البرامج او الأقسام وانما كانت مراجعة لأداء الجامعة ككل. انتهجت الدراسة نهجا اعتمد على عقد اللقاءات والاجتماعات والزيارات التفقدية لكليات ومرافق الجامعات، والاطلاع على الوثائق والتقارير التي طلبها المراجع. كما اعتمدت الدراسة على إجابة الجامعات على 74 سؤالا حول إدارة الجامعة واستراتيجيتها، والتدريسيين، والمناهج وطرق التدريس، والتعليم والتعلم، والدراسات العليا والبحث العلمي، والجودة وأساليب تحسينها، والطلبة والمرافق الدراسية، والاتصال الخارجي (راجع ملحق 1).
سمحت زيارة الجامعات بملاحظة العوامل التي لا يمكن توثيقها في التقارير، والتحقق كذلك من المعلومات المنصوص عليها في البيانات والتقارير التي قدمت للمراجع. تم إجراء العديد من المناقشات خلال اللقاءات والاجتماعات بالتركيز على المؤشرات القياسية لجودة التعليم ونتائج التعلم. وزار المراجع مرافق عدد من الكليات في كل جامعة، وقام بجولة فيها لملاحظة نشاطات التعليم والبحث العلمي. ومن المشاهدات المهمة هو ملاحظة وجود علاقة إيجابية وبناءة بين العمداء ورؤساء الاقسام فضلاً عن علاقة زمالة جيدة تربطهم مع أعضاء هيئة التدريس. وأظهرت هذه القيادات تفانيها وحماسها في العمل وبدت على مستوى عالٍ من الكفاية الإدارية وتفوق في مهارات الاتصال الفعالة والإيجابية التي أثرت بشكل قوي على الزيارة (راجع ملحق 2).
ما هو مهم التأكيد عليه أن الجامعات التي خضعت للمراجعة لديها مجموعة من عمليات ضمان الجودة على المستوى المؤسساتي وضمن أنشطة الجامعة الأساسية للتعليم والبحث. ولدى بعضها عمليات ضمان الجودة داخل خدمات دعم الطلاب وخدمات الجامعة المركزية. ولقد صُممت آليات ضمان الجودة هذه على ضوء تعليمات الوزارة لضمان جودة الخدمات وتوفيرها وضمان توافقها مع الأولويات الإستراتيجية للوزارة.
ركزت الدراسة على البيانات النوعية وجودة الترتيبات المؤسساتية والإجراءات والعمليات الاكاديمية. أما بشأن الاحصائيات فانها اهتمت بتلك التي لها علاقة بالجودة والتصنيفات الدولية والتي لها دلالات مهمة، كنسبة عدد التدريسيين من حملة الدكتوراه الى عدد التدريسيين الكلي، ونسبة عدد التدريسيين الى عدد الطلبة، ونسبة عدد الطالبات الى الطلبة، ونسبة عدد طلبة الدراسات العليا، ونسبة عدد الأساتذة (بروفسور) إلى عدد التدريسيين الكلي، ونسبة عدد البحوث المنشورة عالميا الى عدد البحوث المنشورة محليا، ونسبة عدد البحوث لكل تدريسي، وعدد التدريسيين المبتعثين لدورات تدريبية، وعدد الطلبة المبتعثين. واهتمت الدراسة بالمراكز البحثية والعلمية والخدمية والاستشارية، وبتنظيم البيئة الجامعية ومقتربات التعليم والتعلم المستدام والتدريب الأكاديمي، وأكدت على درجة تميز الجامعة من ناحية المبادرات التطويرية ومنها مستوى وتأثير التعليم الالكتروني والإدارة الالكترونية وتحديث المناهج الدراسية وتطوير قدرات التدريسيين.