تخلّت واشنطن اليوم عن أي ادعاء بممارسة دور السمسار النزيه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فقد سمحت بل وشجعت على الانفصال بين حلفائها العرب في الخليج، كما أدت إلى تفاقم الصراع الإقليمي بين إيران والمملكة العربية السعودية. وفي حين أن مبيعات الأسلحة الأمريكيّة التي أدت إلى تغذية الصراعات المتنامية، كانت الدّبلوماسيّة الأمريكيّة غائبة. وتُعَد مرحلة موظفي الفترة الأخيرة خطراً متصاعداً يتمثل في احتمال منح الزعماء المستبدين الفرصة الأخيرة لتوسيع نفوذهم بعد حصولهم على صلاحية مطلقة من ترامب، إذ قد يكون بوسع إسرائيل اتخاذ خطوات جديدة في محاولة لضم الأراضي الفلسطينية، وقد تقوم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالمناورات في اليمن، أو في ليبيا، أو ضد المنشقين المحليين. حاولت إدارة ترامب بالفعل الحد من حيز المناورة المتاح لخليفتها بشأن إيران من خلال مراكمة العقوبات أو –كما يخشى البعض– من خلال السعي إلى إنشاء صراع مباشر مع إيران في لبنان والعراق أو في بلدان أخرى في المنطقة. وأياً كان ما قد يحدث أثناء مرحله اقتراب رحيل حكومة ترامب، فإن الرئيس القادم جو بايدن سيواجه أوضاع مختلفة في الشرق الأوسط عن تلك التي كانت موجودة في الأعوام الأربعة الماضية. فما هي المخاطر التي تلوح في الأفق خلال الأيام الأخيرة لإدارة ترامب؟ وتحت إدارة بايدن، هل من الممكن إعادة توجيه تلك المخاطر؟ وفي هذا الصدد، يقدم خبراء مؤسسة القرن (TCF) في الشرق الأوسط أفضل الإجابات عن هذه الأسئلة.