back to top
المزيد

    هل تسعى الولايات المتحدة لإشعال حرب جديدة في العراق؟

    احتمال فشل بغداد في اتباع استراتيجية توازن القوى بين طهران – واشنطن

    أعرب “قاسم محب علي” في حوار مع موقع الدبلوماسية الإيرانية الإلكتروني بشأن القضايا العراقية، عن أن التدخل في شؤون العراق ليس لصالح ايران بل ليس لصالح أي دولة أخرى، وينبغي أن تصب مساعي طهران على إنهاء حدة التوترات في العراق؛ حتى تتمكن في ضوء ذلك من تأمين مصالح إيران. وإن توجيه الانتقاد للمراجع الدينية في الدول الأخرى كشخصية مثل آية الله السيستاني بحد ذاته يثير حساسية، ويمكن أن يفضي إلى إبداء رد فعل سلبي من قبل مجتمع شيعة العراق.

    الدبلوماسية الإيرانية

    منذ مدة طويلة يشهد العراق على أراضيه مواجهة عسكرية-أمنية بين إيران وأمريكا؛ المنافسة التي اتخذت أبعاداً واسعة النطاق في أعقاب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي سنة 2018 حيث بلغت ذروتها بعد اغتيال القائد سليماني. في هذه الغضون فضلاً عن تبلور حرب بالوكالة وأيضاً عمليات وتحركات القوات بالوكالة التابعة للجانبين في العراق، من وقت لآخر شهدنا اعتداءً على الأماكن الدبلوماسية التابعة للبلدين. وفي هذا السياق أعلنت الولايات المتحدة عن استيائها من استمرار الهجمات الصاروخية على سفارتها في بغداد وهجمات القوات المناصرة لإيران على مواقع القوات الأمريكية في بغداد. لقد تصاعدت وتيرة استياء المسؤوليين الأمريكيين حتى بلغت حداً أن أعلن الرئيس العراقي برهم صالح أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب بغلق السفارة الأمريكية ببغداد في حال لم تتوقف الهجمات عليها. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو خلال اتصال مع الرئيس العراقي برهم صالح إن حكومة بلاده وجهت إنذاراً. وإثر هذه التطورات أصدرت السفارة الأمريكية في بغداد يوم أمس (الأحد) بياناً أعلنت فيه اتخاذه بعض الإجراءات الطارئة خلال اليومين المقبلين (الإثنين والثلاثاء) بهدف حماية هذا المكان. وبالتزامن مع البيان الصادر عن السفارة الأمريكية في بغداد يوم أمس الأحد 27 أيلول شهدنا انفجاراً استهدف رتلاً عسكرياً تابعاً للتحالف الأمريكي في محافظة “ذي قار” الواقعة جنوب بغداد. حيث أعلنت سرية قاصم الجبارين مسؤوليتها عن العملية؛ طبعاً في هذه الغضون لا ينبغي نسيان أن الخط الأحمر الأمريكي يتمثل في مقتل وجرح قواته في العراق.

    لتحليل تطورات العراق أجرى موقع الدبلوماسية الإيرانية حواراً مع السيد قاسم محب علي السفير الإيراني الأسبق في مالزيا واليونان والرئيس السابق لدائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية والخبير في قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي. تقرؤون فيه:

    في أعقاب إقدام دونالد ترامب على إصدار قرار اغتيال اللواء سليماني، وما أعقبه من رد طهران الصاروخي باستهداف قواعد القوات الأمريكية في عين الأسد وأربيل، دخل العراق مرحلة اللا عودة. ولاحقاً طالبت بعض التيارات السياسية والعسكرية والأمنية في العراق بخروج كامل القوات العسكرية الأمريكية والبعض الآخر أراد بقاء الأمريكين في هذا البلد. عطفاً على ذلك خلال الأشهر الأخيرة تصاعدت وتيرة الهجمات على هذه القوات والأرتال العسكرية والأماكن والهيئات الأمريكية، حيث وجهت واشنطن أصابع الاتهام باتجاه طهران والقوات المتحالفة معها في العراق. بلغ حجم استياء المسؤولين الأمريكيين مستوى، دفع الرئيس العراقي برهم صالح للقول إن نظيره الأمريكي دونالد ترامب هدد بإغلاق سفارة بلاده في بغداد في حال لم تتوقف الهجمات عليها. وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو في اتصال مع الرئيس العراقي برهم صالح الأسبوع الماضي أن حكومة بلاده وجهت إنذاراً. وفي ضوء هذه التطورات أصدرت السفارة الأمريكية في بغداد يوم أمس (الأحد) بياناً كشف فيه عن اتخاذها بعض الإجراءات الطارئة خلال اليومين المقبلين (الإثنين والثلاثاء) لحماية هذا المكان. برأيك ماهو هدف أو أهداف أمريكا لاتخاذ الإجراءات الأخيرة في بغداد؟ وهل تزامن هذه الإجراءات مع الانتخابات في أمريكا يمكن أن يكون دعاية من قبل ترامب لحرف أنظار الرأي العام الداخلي في الولايات المتحدة. فكما يبدو وضعه ليس جيداً كثيراً في مواجهة بايدن؟  

    لا يمكن الجزم بأن ما يدور حول مواقف وإجراءات وتحركات أمريكا في العراق يرتبط ارتباطاً مباشراً بالدعاية الانتخابية لدونالد ترامب. في المقابل لا يمكن إغفال تأثير مناخ الانتخابات الأمريكية الثقيل على إجراءات ترامب ومواقفه.

    على أي حال أن ملف الانتخابات في أمريكا مستعر بشدة، وعطفاً على هذا الأمر يحتاج دونالد ترامب بشدة لطرح الظروف على نحو يمكنه من الفوز بالانتخابات المزمع إجراؤها في الثالث من تشرين الثاني؛ وبناءً عليه ليس مستبعداً أن يعمد الرئيس الأمريكي إلى استخدام تطوارت العراق كورقة رابحة في الانتخابات المقبلة. لكن في الوقت نفسه ينبغي أن نقبل أن الظروف الداخلية في العراق، والمنافسات السياسية في هذا البلد ما تزال محتدمة، وبموازاة ذلك تظهر الأزمات المتعددة الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الصحية مع انتشار فيروس كورونا التي تواجهها حكومة هذا البلد، ويحتمل أن تشكل بيئة لاستمرار وحتى تعاظم بعض التوترات. وهناك بعض التيارات السياسية والعسكرية دون أدنى شك تسعى لإبقاء العراق في مناخ من التوتر والاضطراب؛ لأنه يمكن تأمين مصالحها في ضوء انتشار هذا المناخ. في ظل هذه الظروف لا يتوانى ترامب عن امتطاء أي موجة سياسية تُدخل العراق في توتر جديد؛ كي يحرف الرأي العام من الداخل الأمريكي باتجاه العراق. إن الأهم مما سبق يتمثل بتبلور المتطلبات الجديدة في أعقاب اغتيال القائد سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية وما أعقبه من رد طهران الصاروخي واستهدافها قواعد القوات الأمريكية في عين الأسد في العراق.

    على أي حال في ظل هذه المتطلبات الجديدة ما زلنا نشهد ازدواجية جدية في المجتمع العراقي، فبعض التيارات السياسية والعسكرية والأمنية ترغب بشدة بخروج أمريكا من أراضي هذا البلد، لكن هناك البعض الآخر من القوميات والتيارات السياسية ولاسيما الأكراد فهؤلاء يرغبون كثيراً بتواجد أمريكا وبقائها في الأراضي العراقية؛ وبخاصة مع عدم القضاء كلياً على تهديدات داعش الأمنية. لهذا السبب تسعى هذه التيارات السياسية إلى تواجد الأمريكيين لحاجتها المبرمة لمواجهة التهديدات الأمنية الناجمة عن إمكانية إحياء خلايا داعش النائمة في هذا البلد. في مثل هذا المناخ حتى إذا قرر الأمريكيون الخروج من العراق فعلى ما يبدو أن بعض التيارات السياسية لن تسمح لواشنطن بفعل ذلك. ومن ناحية أخرى توجد في بعض المناطق السنية في العراق تيارات متطرفة من بقايا تنظيم القاعدة، تسعى لخلق أجواء تمكنها بالتزامن مع خروج أمريكا من إحياء قوتها في المناطق السنية في العراق. في المحصلة تلاحظون أن الظروف غير مهيأة من جهة العراقيين أنفسهم لخروج أمريكا من هذا البلد، وبسبب طرح المصالح الجيوسياسية والجيوستراتجية الأمريكية وتحديدها في العراق، فأمريكا لا ترغب بالخروج من العراق ولاسيما أن هذا البلد يجاور إيران، وهذا يعدُّ فرصة سانحة لقيام أمريكا بمراقبة ايران في العراق؛ لذلك فالظروف بحد ذاتها ما تزال مهيأة لظهور بعض التحديات والتوترات الأمنية في العراق، وهذه تعد فرصة ضرورية أمام دونالد ترامب لركوب الموجة السياسية.

    هناك نقطة مهمة أخرى أشرت إليها مراراً في حواراتي وهي: ما دام سقف لعب اللاعبين الصغار يصطدم بأرضية مصالح اللاعبين الكبار ولعبهم، فالتوتر سيتصدر دائماً جدول الأعمال. وحالياً يتبلور الدليل البارز لهذا الأمر في العراق. لأن سقف لعب اللاعبين الصغار مثل بعض الفصائل المسلحة في العراق وصل إلى اصطدام كامل مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأهدافها. ومن ناحية أخرى رغم أن هؤلاء اللاعبين الصغار في العراق مسلحون لكن بالتوازي مع ذلك يبذلون مساعي جدية للاضطلاع بدور سياسي في الحكومة المركزية في بغداد بهدف الحفاظ على بنيتهم العسكرية والأمنية وتعزيزها. طبعاً هذا الأمر بحد ذاته يزيد من تعقيد الظروف في العراق؛ لأن هذا النوع من التطلع يتعارض بنحو كامل مع قوة سيادة الحكومة المركزية في بغداد ويمكنه تهديد مصالح أمريكا في المنطقة أيضاً. طبعاً قبل ظهور قضية مواجهة داعش لم يكن هذا الأمر يخلق أي تحدي؛ بسبب وجود قواسم وتقاطعات مصالح غير مرغوب بها بين الأمريكيين وهذه الفصائل من أجل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن في العراق. لكن مع تقلص حجم تهديدات داعش الأمنية في العراق ما يزال المناح مهيئاً أكثر من أي وقت مضى لتصاعد النزاع بين الجانبين.

    برأيك مع تعقيد الأوضاع فهل سينتفي احتمال حدوث خلل في توازن القوى الايجابي باعتباره يشكل الاستراتيجية الوحيدة الماثلة أمام الحكومة العراقية فيما يتعلق بإدارة التوتر بين طهران وواشنطن؟

    ينبغي أن نقبل أن استراتيجية توزان القوى الإيجابي المتبعة من قبل الحكومات العراقية الجديدة بعد سقوط صدام حسين كانت على الدوام استراتيجية هشة؛ فالعراق بسبب حاجته إلى ارتباط بالغ الجدية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، لا يمكنه اتباع استراتيجية توازن بنحو قوي، ولاسيما في ظل الظروف الحالية التي تواجه فيها حكومة مصطفى الكاظمي المؤقتة مشكلات وتحديات متعددة مثل انتشار فيروس كورونا، وانخفاض العوائد النفطية، وبعض التحديات الأمنية الناجمة عن مكافحة تنظيم داعش، وحتى بعض تبعات التوتر الحاصل بين طهران وواشنطن على الأراضي العراقية؛ لذلك ينبغي أن نقبل أن استراتيجيات التوزان التي تتبعها حكومة بغداد وصلت أكثر من أي وقت آخر إلى حالة هشة.

    وفي ضوء هذا المناخ السائد بالتأكيد مع تصاعد حدة التوترات هناك احتمال لفشل هذه الاستراتيجية. وبعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة، أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على فرض ضغوطات جديدة على العراق؛ ليقلص علاقاته السياسية والاقتصادية والتجارية ولاسيما الأمنية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو يقطعها، بيد أن العراق لا يمتلك المقدرة والإمكانية على فعل ذلك؛ بناءً عليه قبعت حكومة بغداد على الدوام تحت ضغوط الطرفين. رغم ذلك يبدو أن توجهات دونالد ترامب وحكومته رغم منح العراق إعفاء من تطبيق العقوبات المفروضة على طهران، تتجه إلى زيادة الضغوط على حكومة بغداد بهدف تقليص أو قطع علاقاتها مع ايران. وإذا أعيد انتخاب ترامب رئيسياً للولايات المتحدة الأمريكية مرة ثانية، فسوف تتصدر هذه القضية برنامج عمل أمريكا كاستراتيجية؛ وفي ظل هذه الظروف يجد العراق نفسه أمام خيارين عليه اختيار أحدهما مرغماً؛ لذلك نجحت حكومة بغداد من خلال اتباع استراتيجية توازن القوى في إدارة التوتر الناشب بين طهران و واشنطن، لكن لا يوجد ضمانات في المستقبل حول إمكانية نجاح هذه الاستراتيجية في تأمين مصالح العراقيين.

    وفي سياق ما ذُكر فكلما تصاعد اصطدام سقف لعب اللاعبين الصغار مثل بعض الفصائل المسلحة في العراق مع أرضية مصالح وأهداف اللاعبين الكبار ولعبهم مثل الولايات المتحدة الأمريكية في هذا البلد، فمن البديهي بلوغ التوتر بين طهران وواشنطن في العراق نقطة معقدة للغاية. وفي ضوء هذه الأوضاع ستكون ظروف اتباع وتطبيق سياسة توازن القوى بالنسبة لحكومة بغداد صعبةً أكثر من أي وقت مضى؛ لذلك لا ينبغي أن نبحث القضية فقط في إطار لعب الولايات المتحدة الأمريكية أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل إن بحثها بواسطة بارامتر (الوسيط) لرؤية بعض التيارات السياسية في العراق يحظى بأهمية بالغة. وسيكون الوضع أكثر صعوبة إذا أرادت هذه التيارات مواصلة نهجها الحالي؛ لذا من أجل الخروج من الأوضاع الراهنة، يتعين على الفصائل المسلحة إما أن تنشط كمجموعة سياسية بالكامل في بنية العراق تحت مسمى حزبٍ ما وإما أن يتم دمجها في الجيش العراقي كقوات عسكرية.

    إن مساعي هذه المجموعات للقيام بدور سياسي وفرض نفوذها في الحكومة وسعيها أيضاً لحفظ بنيتها العسكرية والأمنية بإمكانه توجيه ضربة قوية لاستراتيجية توازن القوى التي يتبعها العراق إزاء ايران وأمريكا، ولاسيما أن هذه القضية محط هجوم وانتقاد أمريكا اللاذع، حيث ترى واشنطن أن تبلور هذا الطراز على غرار حزب الله لبنان لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال.

    هل إجراءات ترامب ومواقفه بالنسبة للعراق حول احتمال إغلاق سفارة بلاده في بغداد، والرد على أي تحرك لاسيما الهجوم على القوات، القوافل العسكرية، الأماكن والهيئات الدبلوماسية، ستكون هي نفسها “مفاجأة أكتوبر”، فبعض وسائل الإعلام تشير إليها ولاسيما أن الكثيرين من المحللين اعتبروا “مفأجاة أكتوبر” ترتبط بإيران. وهل يمكن الاعتقاد أن دونالد ترامب بإمكانه بطريقة غير مباشرة أن يضع قضية شن هجوم على مواقع وأهداف القوات المتحالفة مع طهران في الأراضي العراقية في جدول أعماله في سياق “مفأجاة أكتوبر”؟

    لا أنفي هذه الأمر، لكن مفأجاة أكتوبر ينبغي أن تكون أكثر جدية من قضايا العراق؛ حتى يتمكن من التأثير على الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو كبير. نعم يمكن أن تشكل قضية ايران هكذا متطلبات لمفأجاة أكتوبر، لكن قضية العراق لا يمكن أن تكون مفأجاة أكتوبر بالنسبة لدونالد ترامب، إلا إذا تضمن جدول الأعمال اتخاذ إجراءات متطرفة مثل الهجوم العسكري.

    مؤخراً نشرت صحيفة كيهان افتتاحية لحسين شريعتمداري تضمنت انتقادات لمراجع الشيعة في العراق ولاسيما آية الله السيستاني والتي رافقها موجة من ردود الأفعال الداخلية والإقليمية. وفي سياق ردود الأفعال أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده صباح اليوم (الإثنين) في مؤتمر صحفي أن آية الله السيستاني أدى دوراً فريداً وقلناه ونقول إننا لا نكن لهذا الركن الركين سوى الاحترام. وليس لدينا سوى الاحترام لهذا الركن الركين. طبعاً من الطبيعي ألا نتحمل قيام شخص بالنيل من مكانة المرجعية.

    برأيك في ضوء هذه الأوضاع هل يمكن أن يلقي هذا النوع من آراء بعض الأفراد والشخصيات بظلاله على علاقات طهران وبغداد؛ وبالتالي يصب في سياق مصالح أمريكا؟

    إن التدخل في شؤون العراق ليس في صالح إيران، بل ليس في صالح أي دولة أخرى، وينبغي أن تصب مساعي طهران على إنهاء وتقليص حدة التوترات في العراق حتى تتمكن على ضوء ذلك من تأمين مصالحها.

    وإن انتقاد المراجع الدينية في الدول الأخرى كشخصية مثل آية الله السيستاني يثير حساسية بحد ذاته، ويمكن أن يفضي إلى إبداء رد فعل سلبي من قبل شيعة العراق. فمن ناحية آية الله السيستاني يعد شخصية وقوة وثروة ثقافية في العراق لا مثيل لها؛ فلا ينبغي أن نبدد ثروتنا العظيمة هذه في متجر غير معتبر.

    أشدد مرة أخرى ليس في صالحنا التدخل في شؤون العراق ولا الترحيب بقيام اللاعبين الآخرين بالتدخل في شؤون العراق الداخلية؛ لأن تدحلنا في شؤون العراق بوسعه أن يخلق بيئة لتدخل باقي اللاعبين في شؤون العراق. وفي ضوء التنوع الديني والقومي والطائفي في العراق فالبيئة لتدخل بقية اللاعبين الإقليميين والدوليين موجودة، بمعنى أنه بذات الحجم الذي تعدُّ ايران نفسها محقة في التدخل في شؤون العراق، فباقي الدول مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة وأمريكا يعتبرون أنفسهم أيضاً محقين في التدخل في شؤون العراق؛ لذا فتدخل ايران في العراق ولبنان وأي دولة أخرى يمكن أن يصحبه تبعات سياسية ودبلوماسية وأمنية.

    المصدر موقع الدبلوماسية الإيرانية :

     https://b2n.ir/611073