back to top
المزيد

    داعش الإرهابي في 2020: الكشف عن الهياكل والقادة الجدد في العراق

    هشام الهاشمي: زميل غير مقيم بمركز السياسة العالمية، وهو خبير أمني رائد يركز في الحركات الإسلامية التي نصحت التحالف بقيادة الولايات المتحدة على هزيمة داعش.

    بعد خسارة تنظيم داعش الإرهابي سيطرته العام الماضي، عمل التنظيم على إصلاح هياكله. وقد ظهرت صورة أوضح لقيادات التنظيم بعدما جمع جهاز المخابرات العراقي تفاصيل عنها. فيما يأتي تحليل حصري للجهود التي يبذلها التنظيم لإحياء قواته مؤسسياً تحت إدارة جديدة.

    في مقطع فيديوي صدر في تموز 2016، قدم تنظيم داعش تفاصيل هيكلية إدارته، التي ادعى أنها تتكون من 35 ولاية (محافظة)، 19 ولاية منها في سوريا والعراق. كان لدى التنظيم أيضاً 14 ديواناً (وزارات) وخمس إدارات مسؤولة عن المحافظات النائية، والعلاقات العامة والقبلية، والبحوث والدراسات، والهجرة، والقضايا الخاصة بالأعضاء المتوفين أو الأسرى.

    قُتل حوالي 43 من مؤسسي داعش المعروفين خلال حملة 2017-2019، بما في ذلك الخليفة أبو بكر البغدادي. إلى جانب هؤلاء القادة الأساسيين، قُتل 79 من القادة الرئيسيين من المستوى المتوسط​​، فضلاً عن مئات القادة الميدانيين واللوجستيين. الأهم من ذلك، أكدت مصادر استخباراتية عراقية وأمريكية أن القائد الجديد لداعش، الذي عرّفه التنظيم باسم أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، واسمه الحقيقي هو أمير محمد سعيد المولى من تلعفر شمالي العراق.

    هناك أقلية فقط من أعضاء تنظيم داعش منخرطون في قتال نشط في بعض المناطق في شمال ووسط العراق. تحت قيادة “الخليفة” الجديد، وهناك لجنتان رفيعتا المستوى: مجلس الشورى مكون من خمسة أعضاء برئاسة الحاج جمعة عواد البدري، شقيق البغدادي. ولجنة مفوضة من خمسة أعضاء (أعلى هيئة تنفيذية) بقيادة سامي جاسم الجبوري، كل عضوٍ في هذه اللجنة مسؤول عن ملفات (الأمن، والمخابئ الآمنة، والشؤون الدينية، والإعلام، والتمويل). أحد التغييرات الملحوظة هو أن اللجنة التفويضية قد عملت على زيادة لامركزية المحافظات المختلفة على المستوى المحلي، والتي تعمل بنحوٍ شبه مستقل وتكون ذات اكتفاء ذاتي مالياً، وتراجع التفجيرات الانتحارية إلى الحد الأدنى.

    صور لقادة تنظيم داعش الإرهابي في العراق

    يتألف تنظيم داعش الإرهابي الآن من 14 ولاية وخمس وزارات ودائرة واحدة (للهجرة وإدارة الولاية البعيدة).

    في ذروة قوته في العراق وسوريا، في كانون الأول 2014، كان لدى داعش 36000 مقاتل مقسمين على ثلاثة “جيوش”: جيش الخلافة، وجيش الأسرة (سميت على اسم الحملة الأخيرة التي أمر بها النبي محمد “ص”)، وجيش دابق (سميت على اسم البلدة في شمال سوريا المذكورة في الأحاديث المنسوبة إلى أقوال النبي). خلال المعارك الأخيرة للتنظيم في وادي نهر الفرات، تم تخفيض قوات مقاتلي داعش إلى واحدة فقط، أطلق عليها جيش خالد (استناداً إلى الصحابي والقائد العسكري خالد بن الوليد)، كان عدد المقاتلين في هذا الجيش حوالي 4000 مقاتل نشط. واليوم، لدى داعش ما بين 3500 و4000 مقاتل نشط و8000 مقاتل غير نشط منتشرين عبر 11 محافظة في العراق. ومن بين المقاتلين النشطين، يتركز أكثر من 2000 مقاتل في مجموعة “مثلثات الموت” في أجزاء مختلفة من البلاد. وظيفة هذا الهيكل الجديد هو التنقل، والعمليات الأمنية، وتوليد الأموال، والتوظيف، وإيجاد ملاذات آمنة.

    قادة تنظيم داعش في قطاعات العراق

    تُظهر الخريطة أحدث التقديرات لأعداد عناصر داعش في جميع أنحاء العراق. بعضهم مقاتلون، بينما الآخرون جزء من البنية التحتية لشبكتها. لدى داعش 3.500 إلى 4000 مقاتل و8.000 مقاتل غير نشط في قطاعات العراق

    مقاتلو تنظيم داعش في العراق

    ترجمة المعطيات داخل الخريطة

    • المقاتلون في مراكز المدن

    صلاح الدين: 50         بغداد: 50

    نينوى: 100               ديالى: 75 

    جنوب العراق: 50         كركوك: 50

    الأنبار: 50

    • منطقة مثلث الموت من شمال إلى غرب وجنوب العراق

    مثلثات الموت: هذه المناطق هي أماكن تركّز مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي

    يواصل تنظيم داعش استخدام بعض الأساليب القديمة نفسها للاتصالات الداخلية. على سبيل المثال، يستعمل التنظيم ثلاث مستويات للتواصل الكتابي والشفوي المشفّر: واحدة بين الولايات المختلفة، والأخرى للقادة في كل ولاية، والثانية بين القطاعات داخل الولاية. يُعرف الأشخاص المسؤولون عن إرسال الرسائل السرية باسم “الرابط”، يعدّ هؤلاء الساعون نقاط ضعف رئيسة داخل التنظيم وقد تسببوا في العديد من المشكلات للتنظيم منذ إنشائها. إذ تسببوا في تأخير إيصال المعلومات داخل التنظيم وكذلك في القبض على كبار قادتها أو قتلهم؛ وبالتالي شدد تنظيم داعش آلياته لتسهيل الاتصالات الداخلية وقيّد استخدام التكنولوجيا.

    مكنت هذه التغييرات تنظيم داعش من استعادة بعض الحركة المفقودة والتركيز على أهدافه المحددة. في المناطق ذات الأغلبية السنية -على سبيل المثال- يركز التنظيم على الاستراتيجية المزدوجة للترهيب والمصالحة مع المجتمعات المحلية، إذ ينتظر تجدد الفوضى أو رحيل قوات مكافحة الإرهاب الدولية.


    المصدر:

    https://cgpolicy.org/articles/isis-2020-new-structures-and-leaders-in-iraq-revealed/