أحمد خضير حسين – أحمد ياسين أحمد
تمهيد:
تسلط هذه الدراسة الضوء على طبيعة استعداد المجتمع العراقي لفايروس كورونا الذي أخذ تأثيره على نطاق واسع من العالم، وأودى بحياة الآلاف من البشرية في مدة زمنية قصيرة، وأصبحت البشرية تواجه أزمة عالمية قد تكون أزمة جيل بأكمله؛ لذا ينبغي الأخذ بنظر الاعتبار النظام الاجتماعي والفكري في المجتمع العراقي، وطبيعة تعامله مع الانتشار الكبير والسريع والخطير لوباء كورونا. إن الأوبئة بطبيعتها تعد أمراضاً جديدة لا تتوافر بشأنها معلومات أو توقعات بكيفية انتشارها ومكافحتها، في حال أُخذ بالحسبان الاختلافات الواضحة بين الأفراد من مستويات الوعي والسلوك المنضبط والمنظم والصارم للالتزام والتقيد بالإرشادات والنصائح المقدمة من طرف العديد من المختصين.
لم يعد كورونا مجرد فايروس ظهر ليتحدى نظامنا الصحي، وإنما جائحة تعيد تشكيل نمط حياتنا الاجتماعية وطبيعة العلاقات الإنسانية، إذ تعطلت المدارس والمطاعم والمقاهي، وتحوّلت الجامعات إلى العالم الافتراضي، وبات الأساتذة يعطون دروسهم من خلف شاشات الحاسوب، والناس محبوسين في بيوتهم خشية الإصابة بهذا الفايروس الذي لا تراه العين المجردة. فكيف سنعيش حياتنا لو استمر تهديد الفايروس مدة طويلة؟ وكيف ستغدو طبيعة علاقاتنا الاجتماعية؟ وهل سيكون عالم ما بعد كورونا مشابهاً لعالم ما قبله؟
تكمن مشكلة الدراسة الحالية في طبيعة تأثير هذا الفايروس على العلاقات الاجتماعية، وهي تنطلق من تساؤل رئيس هو: مدى استعداد افراد المجتمع للتفاعل مع فايروس كورونا؟ وهذا التساؤل يحمل في طياته أسئلة فرعية: ماذا نقصد بفيروس كورونا؟ وما مدى تأثيره وخطورته؟ وما مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية التي وجهت بها خلية الأزمة العراقية؟
وتهدف الدراسة إلى الكشف عن مدى استعداد الفرد العراقي وطبيعة تفاعله مع فايروس كورونا، وتسلط الضوء على استجابة المجتمع لخطورته، وتسعى إلى بيان مصادر المعلومات عن طبيعة انتشار فايروس كورونا.