دانا خريش
يدفع الطحان ثمن واردات القمح بالدولار، وتشتري المخابز الدقيق منه بالليرة اللبنانية، غير أن البنوك ترفض استبدال الليرة اللبنانية بالعملة الصعبة التي يحتاجها الطحان لسداد ثمن تجديد الإمدادات، إذ رفض البنك استبدال الأرباح بالليرة اللبنانية بالعملة الصعبة التي يحتاجها لتجديد الإمدادات؛ مما أدى إلى انخفاض مخزوناته من القمح بنسبة 30 %.
لجأ بوبس إلى الصرافين لإبقاء عمله مستمراً، إلا أن ذلك مكلف جداً؛ فهم يطلبون مزيداً من الليرات مقابل كل دولار من السعر الرسمي المتزايد.
وقال بوبس صاحب شركة مطاحن لبنان الحديثة: «إذا قمت بالبيع للمخابز بالدولار، فإني بذلك أحول المشكلة لهم»، وأضاف: «لا أعرف إذا كان بإمكاننا أن نستمر لهذا الأسبوع. ما المفترض أن أفعله؟».
بعد مرور أكثر من عقدين على ربط الليرة اللبنانية بالدولار الأمريكي، الذي وفّر مرساة للاستقرار بعد خروج الاقتصاد اللبناني من الحرب الأهلية، ولربما الآن قد جاءت لحظة الحساب.
لقد أعلن البنك المركزي يوم الثلاثاء أنه سيستبدل الليرة اللبنانية بالدولار بسعر الصرف الرسمي عند 1507.5 ليرة مقابل الدولار لتغطية واردات القمح والبنزين والأدوية التي يتم بيعها بالتجزئة على وفق اللوائح الحكومية. وقد ينجح هذا الإجراء في تجنب الاضطرابات الاجتماعية إلى حد ما، بعد أسابيع من الاضرابات والاحتجاجات.
إن الاختلاف يسير، فمثلاً، قال السيد بوبس إنه دفع مؤخراً 1595 ليرة مقابل الدولار لشراء 50.000 دولار في أحد مكاتب الصرافة، وقال كبار المسؤولين -بمن فيهم رئيس الوزراء سعد الحريري- إن الربط بين العملة اللبنانية والدولار هو خط أحمر. إلا أنّ الخلل الآخذ في الاتساع هو ما أثار مخاوف اللبنانيين من أن التراجع الحاد أصبح الآن مسألة وقت فقط. إذ تراجعت احتياطيات البنك المركزي حوالي 4 مليارات دولار في العامين الماضيين لتصل إلى حوالي 37 مليار دولار في تموز 2019. ومع تراجع الثقة، بدأ الأشخاص الاعتياديون بتحويل مدخراتهم بالدولار إلى الخارج أو إخفاء النقود في منازلهم.