د. زهير جمعة المالكي
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التاسع من شهر تشرين الأول الحالي انطلاق عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، تحت اسم «نبع السلام»، والهدف المعلن للعملية هو إنشاء منطقة آمنة تمتد من نهر الفرات غرباً -حيث مدينة جرابلس- حتى المالكية في أقصى شمال شرقي سوريا عند مثلث الحدود التركية العراقية، بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً، وعلى امتداد يقدر بنحو 460 كيلومتراً من الحدود بين الجمهورية التركية والجمهورية العربية السورية البالغة 822 كيلومتراً تمتد من الجزيرة الفراتية حوالي 400 كيلومتر، وتمر عبر نهر الفرات وصولاً إلى نهر دجلة في أقصى الشرق. وأهم مدن هذه المنطقة هي «الطبقة»، و»عين عيسى»، و«تل أبيض» في محافظة «الرقة»، ومدن «القامشلي»، و«المالكية» في محافظة «الحسكة»، فضلاً عن قرى «برزان»، و»الجديدة»، و»كصاص»، وقرية «كشتو التحتاني» بريف رأس العين، فضلاً عن قرية «تل فندر»، و«اليابسة» في ريف «تل أبيض»، وقرى «المشيرفة»، و«الدادات»، و«بير عشق»، و«الحميدية»، وقرى «طباطين»، و«مشرفة العز»، و»المشهور»، و«المحربلي»، و«بئر عاشق» شرق مدينة «تل أبيض» وقرى اليابسة، والحاوي، والحميدية، وبير العاشق، وتلفندار شمالي الرقة.
المرحلة الأولى تشمل مسافة 10 كليومترات عمق كحد أقصى، ممتدة من مدينة تل أبيض شمال الرقة وصولاً لمدينة رأس العين شمال الحسكة، حيث ستستهدف تلك المرحلة من العملية مدينة تل أبيض المقابلة لمنطقة شانلي أورفا التركية، ومنطقة رأس العين المقابلة لمنطقة جيلان بنار، ومنطقة عين العرب (كوباني) المقابلة لمنطقة سورج التركية، اتخذت القيادة التركية مركزاً لها في منطقة شانلي أورفا في حين اتخذت قيادة «الجيش الوطني» وهي الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا مقراً لها في جبال قنديل. ويتكون «الجيش الوطني» من اندماج «الجيش الوطني» العامل في ريف حلب والمكون من ثلاثة فيالق، و«الجبهة الوطنية للتحرير» التي أعلن عن تشكيلها في أيار 2018، بدمج عدة فصائل عسكرية عاملة في محافظة إدلب. وتتألف قيادة تلك الفصائل من اللواء سليم إدريس، والعميد عدنان الأحمد، الذي يشرف على ثلاث فيالق ، إلى جانب القيادي فضل الله الحجي، الذي يعدّ من القادة البارزين المقربين من تركيا، والذي أوكلت إليه قيادة أربعة فيالق في إدلب.
اختارت القيادة التركية توقيت انطلاق عملية «نبع السلام» ليتوافق مع إبعاد سوريا زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من أراضيها في التاسع من تشرين الأول من عام 1998. وتم إبعاد أوجلان الذي كان يقيم في سوريا ويمارس من هناك نشاطه السياسي والعسكري حيث انتقل إلى كينيا ومكث هناك إلى أن اختطفته الاستخبارات التركية في 15 شباط 1999، حيث أقتيد إلى تركيا، وانتهى به المطاف سجيناً بجزيرة إيمرلي التركية حتى الآن.