لم يُعدّ الشرق الأوسط منطقة نفوذ أحادي القطبية في الوقت الراهن؛ نتيجة لتشابك العلاقات الدولية والإقليمية في آن واحد من جهة، وتجدّد الصراعات بين القوى الدولية الفاعلة في المنطقة، وتجدّد النزاعات القديمة والجديدة للقضايا القومية والمذهبية، وما يخصّ المناطق الجغرافية، وما يخصها من تنافس اقتصادي من جهة أخرى، فالمراقب للمنطقة يجد مزيداً من العمل المشترك والمنسق في مختلف المجالات من قبل القوى الإقليمية والدولية في هذه المنطقة، ولاسيما في المجال العسكري نتيجة ما عصف في المنطقة من تطورات بعد عام 2011، إذ أصبحت هذه التطورات ذات شأن دولي معقد، وإن المتابع للتطورات لم يرَ “أن هناك نظاماً أمنياً قادراً على تحويل المواجهات العسكرية إلى ترتيبات سياسية”[1]من شأنه تجنيب المنطقة من شبح الحرب فيما لو حدثت.