طالب جبار حسن – زينب كاطع ناهض
يمثل الإرهاب بجميع أشكاله تهديداً خطيراً للأمن الوطني والدولي على حد سواء؛ نظراً لما له من آثار كبيرة على أمن المواطنين واستقرارهم، وعلى الإمكانات الاقتصادية، وعلى الهيبة السياسية للدولة في محيطها الإقليمي والدولي، وتتضح تلك الخطورة بجلاء عبر ما يعتنقه الإرهابيون من فكر هدَام، إذ يعتقدون أن فكرهم هو الصائب وبقية الأفكار الإنسانية ضالة؛ لذلك فهم يسعون جاهدين لنشر فكرهم وعقيدتهم حتى لو تطلب ذلك ارتكاب أعمال إجرامية وحشية، فهم يرومون نشر مشروعهم بأية وسيلة كانت ما دامت تؤدي إلى تحقيق دولتهم المنشودة، ولما كانت الجريمة تتصف بالصفات نفسها ومنذ اقترافها من لدن الإنسان الأول فلا شك بأن وسيلة تنفيذها وارتكابها تختلف وتتطور عبر الزمن، فمن غير المعقول أن تقع جريمة بواسطة سلاح ناري قبل ألفي عام؛ لأن تلك الأداة لم تكن موجودة أصلاً، إلا أنه بتقدم الزمن وتطور العلم وتوالي الاختراعات التي ابتكرها العقل البشري غدا من الممكن أن يلجأ المجرمون عموماً والإرهابيون خصوصاً إلى استعمال التقنيات الحديثة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، فمع ظهور وسائل تقنية المعلومات ومنها الحاسوب، وكذلك ظهور الشبكات المعلوماتية وأهمها شبكة الإنترنت، ونتيجة لما تقدمه هذه التقنية الحديثة من خدمات كبيرة سعى الإرهابيون إلى الاستفادة منها ولكن لصالح الشرّ؛ بحيث أصبحت شبكة الإنترنت خير وسيلة إعلامية لنشر أفكارهم وللدعاية لعقائدهم، وتسهيل الاتصال بينهم، أو تنسيق عملياتهم، أو حتى بتوظيفها في تنفيذ أنشطة إرهابية من قبيل التجسس، وتدمير الفعاليات الإلكترونية للدول والمؤسسات، وابتكار أساليب وطرق إجرامية متقدمة، لينشأ بذلك نمط جديد من الإرهاب يدعى الإرهاب الإلكتروني.