المقدمة
تتنوع التصنيفات العالمية للجامعات، وتتعدد الجهات المانحة لها، وأهم ما يميّز هذه التصنيفات صفتان: الأولى: أنها تصنيفات غير متكاملة، ولكل واحد منها طريقته في احتساب تصنيف الجامعات، والثانية: أنها تصنيفات قوية التأثير حيث يمكن للتصنيف العالمي لأي جامعة أن يؤثر وبقوة على أمور كثيرة مهمة منها التحاق الطلبة والخبراء الأكاديميين بتلك الجامعة، فرص الحصول على تمويل للبحث العلمي، ومخصصات التمويل الحكومي، وسمعة وهيبة تلك الجامعة على المستوى المحلي أو الدولي، فضلاً عن فرص التعاون التي تتوق تلك الجامعة إلى الحصول عليها؛ لذا، من المهم جداً أن تبذل الجامعات قصارى جهدها لضمان أن تكون البيانات التي تقوم بتجميعها للدخول في التصنيفات العالمية نظيفة، ودقيقة، ومركزية، وسهلة الوصول والتحديث.
تحتاج عملية جمع البيانات الخاصة بالتصنيفات العالمية تكامل العمل بين ثلاثة محاور مهمة: المحور الأول: هو تعاون وتفاعل الباحثين في هذه العملية من حيث تقديم بيانات دقيقة عن جهودهم البحثية وحساباتهم الإلكترونية. أما المحور الثاني: فهو مشاركة المختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات في هذه العملية؛ لضمان وجود قاعدة بيانات مركزية تسهل عملية جمع البيانات، وتحديثها وضمان مركزيتها. ويمثل المحور الثالث: أقسام التسجيل والموارد البشرية والجودة والأداء لضمان إدارة المعلومات بطريقة قانونية دقيقة. ويمكن أن يساعد العمل كفريق واحد واستخدام أنظمة مخصصة، سواء أكانت نابعة من الداخل (من إعداد الجامعة) أم طرف ثالث (شركات إدارة البيانات)، في ضمان تحقيق الجامعة لأفضل تصنيف ممكن، سواء أكانت قد حققت بالفعل مكان في التصنيف العالمي أم في طور محاولة الحصول على مكان ضمن التصنيفات العالمية المعروفة.
من المنطقي أن تفهم رئاسة الجامعة الوضع الحقيقي للجامعة ضمن التصنيفات العالمية، أو لمَ لم تحتل الجامعة مكاناً في التصنيف، وتدرك أن العمل الاستباقي في إدارة بيانات الجامعة هو العامل الأساس لعكس صورة حقيقية عن قدرات الجامعة وسمعتها المحلية والدولية. وقد أدت عدم مركزية إدارة البيانات في الجامعات إلى ضياع الكثير مما يمكن تقديمه لتحسين مواقف الجامعات ضمن التصنيفات الدولية ولهذا صار لزاماً على رؤساء الجامعات تبني رؤية جديدة طويلة المدى لضمان ارتقاء الجامعات في سُلَّم التصنيفات الدولية.
حتى أولئك الذين أحتلت جامعاتهم ترتيباً عالياً ضمن التصنيفات الدولية عليهم أن يدركوا أن خوارزميات ومنهجيات التصنيفات الدولية تتغيّر باستمرار وكذلك تتغيّر أولويات ومنتجات البحث العلمي بنحوٍ سريع. ومن طريق فهم الإجراءات الداخلية للتصنيفات الدولية ومراقبتها باستمرار، يمكن للجامعات تحسين طرق عملها لضمان الحصول على مراتب أعلى في التصنيفات الدولية.