اختتم مركز البيان للدراسات والتخطيط أعمال مؤتمره السنوي الثاني الذي حمل عنوان: (التربية والتعليم من أجل تنمية مستدامة) يوم السبت الموافق (24 تشرين الثاني 2018). وقد حضر المؤتمر مسؤولون في مديريات التربية، ومجالس المحافظات، فضلاً عن نخبة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتربية والتعليم.
وقد مثل الحكومة العراقية في المؤتمر رئيس هيئة المستشارين بمجلس الوزراء الدكتور عبد الكريم الفيصل الذي أشار إلى اهتمام الحكومة بملف التعليم؛ كونه الآلية الأنجع في الحد من الفقر، وتحقيق الاستقرار، والتنمية الاقتصادية المستدامة.
ودعا الفيصل إلى بذل مزيد من الجهد البحثي في تشخيص المشكلات، واقتراح الآليات التي من شأنها مساعدة صنّاع القرار في مواجهة التحديات التي تخصّ التربية والتعليم في العراق.
وقد تضمن المؤتمر ثلاث جلسات علميّة عرض فيها المختصون دراساتهم وتوصياتهم. حملت الأولى منها عنوان: (التعليم في العراق .. المسار والمآل) وقد اشتملت على أربعة بحوث، استهلها الدكتور مالك ثويني في دراسته: (مسارات التعليم المستقبلية: دور تكنولوجيا المعلومات والمهارات الأساسية والتمويل في صياغة نتائج التعليم)، إذ عرّفنا الباحث على آخر الأنظمة الحديثة في التربية والتعليم، التي تركز في المهارات الأساسية المحفزة على الإبداع والابتكار في العالم. فيما بيّن الدكتور حسن فاضل جواد أهمية الاتفاق على فلسفة تربوية تنشد الجانب الأخلاقي المطلوب من العملية التربوية في العراق. أما الدكتور إحسان عمر فقد تطرق في دراسة إلى قراءة استراتيجيات التعليم قبل الجامعي، والإشكاليات، والحلول المقترحة لها بهذا الصدد. وقد قدم الدكتور عدنان ياسين شرحاً تفصيلياً بواقع التربية والتعليم، وأسباب انحدار المؤشرات العراقية بهذا المجال.
أما الجلسة الثانية في المؤتمر فقد حملت عنوان: (المناهج واقتصادات التعليم .. التحديات والفرص)، وفي هذه الجلسة قدم الباحثان الدكتور علي الزبيدي ، والدكتور فلاح الربيعي شرحاً عن أثر الانفاق التربوي على جودة التعليم في العراق طيلة السنوات الماضية. فيما تناول كل من الدكتورة لاهاي عبد الحسين، والدكتورة أسامة عبد الرحمن في بحثيهما عرضاً تعليلياً لمناهج التأريخ المدرسية في العراق. وقد أشار الدكتور رشاد كمال إلى التحديات التي تواجه منهج اللغة العربية عند الدارسي، وغيرها.
وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان: (الاستثمار في التعليم والمسؤولية الاجتماعية .. تكامل الفرص والغايات)، تناول الدكتور خالد حنتوش مفهوم المسؤولية الاجتماعية في التعليم، ودور التعليم غير الرسمي في العراق. ليكون الدكتور لورنس يحيى باحثاً عن المعالجات الاستراتيجية الممكنة لضعف الالتحاق بالتعليم المهني في العراق بعد 2003. فيما تناول الدكتور جاجان جمعة واقع الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس. أما الدكتورة ندى العزاوي فقد اقترحت في دراستها أنموذجاً استثمارياً لإنشاء المدارس الأهلية ذات جودة التعليم العالية والأجور الدراسية المختصة. لتُختَتم الجلسة بدعوة الباحثة شروق خضير إلى صياغة معايير تصميمية حديثة للمدارس العراقية من شأنها ملاحظة متطلبات الاستدامة.
وقد تخلل المؤتمر مداخلات للحاضرين، كانت جلها تهدف إلى وضع أفكار تخدم التربية والتعليم في العراق. وسينشر مركز البيان للدراسات والتخطيط وقائع هذا المؤتمر، والدراسات التي عرضها ضمن مطبوع سيصدر عن المركز قريباً.