المقدمة:
يُعَدُّ العامل الجغرافي من أهم العوامل المؤثرة في سياسة الدولة وقوتها من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، فهو يحدد أهميتها الاستراتيجية[1]، إذ يحتل العراق أهمية كبيرة في أروقة السياسة الخارجية التركية منذ نهاية الحرب العالمية من النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية. وتتمثل الأهمية الجغرافية للعراق؛ كونه واقعاً في ملتقى طرق المواصلات التي تربط قارات العالم القديم، وفي كونه الجسر الأرضي المؤدي إلى طرق المواصلات البحرية المهمة في شرق العالم وغربه، والمتمثل في بحر العرب، والمحيط الهندي، والبحر المتوسط؛ وبفضل هذا الموقع أصبحت للعراق مكانه مهمة في العالم من الناحيتين العسكرية والدولية. وتكمن الأهمية الاقتصادية لهذا البلد كونها يمتلك خامسأكبر احتياطي النفط في العالم فضلاً عن الغاز الطبيعي، ولأنه أيضاً كالجسر الرابط بين آسيا-أفريقيا، وتركيا والخليج العربي، ويمكن أن يكون الموقع الجغرافي للعراق ممراً لربط الغرب والشرق لعدد من المشاريع الاستراتيجية كالكيبل الضوئي ونقل الطاقة “النفط والغاز” من الخليج العربي إلى أوروبا.