المقدمة
نظمت وزارة النفط العراقية في السادس والعشرين من نيسان للعام 2018 جولة التراخيص الخامسة لاستكشاف وتطوير حقول نفط وغاز، تحت إشراف إدارة العقود والتراخيص النفطية(PCLD). وقد تمت عملية التراخيص من خلال أنموذج عقد جديد، إذ كانت تلك الجولة هي جولة التراخيص الأولى الذي تتم منذ مدة طويلة (انعقدت الجولة الرابعة في شهر أيار 2012).
وتحاول هذه الورقة استعراض نتائج جولة التراخيص ونجاحها في تحقيق أهداف وزارة النفط والحكومة العراقية، وهي في الوقت نفسه لا تنظر في تفاصيل جميع البنود والشروط التعاقدية في جولة التراخيص الخامسة، مقارنة بالجولات الأربع السابقة، أو أية شروط دولية أخرى، إذ إنها تركز بنحوٍ أساس على الشروط المالية (تحديد كيفية السداد ومكافأة المقاول على استثماره)، وعلى عملية جولة التراخيص.
السياق الدولي لجولة التراخيص
امتاز السياق الدولي لجولة التراخيص الخامسة بثلاث خصائص مهمة، هي:
الأولى: هبوط أسعار النفط بنحوٍ حاد في أواخر عام 2014، وبقاؤها منخفضة حتى عام 2015 وعام 2016. كان متوسط سعر خام برنت المعدّل للتضخم هو 53.05 دولار للبرميل في عام 2015، و43.73 دولار للبرميل في عام 2016. وبحلول أواخر عام 2017، كان الاتفاق بين الدول الأعضاء في أوبك وخارجها لكبح الإنتاج- بما في ذلك العراق- قد نجح في خفض المخزونات الزائدة، وتحييد بعض المخاوف الجيوسياسية بشأن الإمدادات، ووصلت الأسعار إلى حوالي 67 دولار للبرميل الواحد بحلول نهاية عام 2017، وإلى 74.74 دولار للبرميل في السادس والعشرين من نيسان (يوم انعقاد جولة التراخيص الخامسة).
فعلى سبيل المقارنة: حينما انعقدت الجولة الأولى والثانية للتراخيص في العراق في عام 2009، بلغ متوسط سعر النفط 68.99 دولار للبرميل (تم تعديله للتضخم)، و116.73 دولار للبرميل الواحد في عام 2012 حينما انعقدت جولة التراخيص الرابعة (للتنقيب). ويعني انخفاض سعر النفط أن شركات النفط الدولية لديها ميزانيات أصغر وأكثر انتقائية في تقييم الفرص الجديدة. وقد ركزت الشركات الأمريكية بنحوٍ خاص على تطوير النفط الصخري في الولايات المتحدة، لكنها كانت أقل نشاطًا في أماكن أخرى. وانسحبت شركة أوكسيدنتالOccidental من العراق وليبيا، وخفضت شركة أباتشيApache من نشاطها في مصر، وقللت شركات هيسHess، وأناداركوAnadarko، وكونوكو فيليبسConocoPhillips من استثماراتها خارج الولايات المتحدة.