على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن العملية التعليمية تتغير ببطء، بيد أن الأفكار الجديدة والرائدة لم تنقطع في هذا القطاع المهم، فمثلاً: يصمم الأطفال في البرازيل ألعاب فيديو لتعليم بعضهم بعضاً دروساً في علم الأحياء. ويتلقى الطلبة في غانا تدريباً في الوعي الذاتي والقدرة على التكيف حتى بعد إكمالهم المواد الأنموذجية في المدرسة، وفي جنوب أفريقيا، يقوم خريجو المدارس الثانوية بتجربة مسارات مهنية مثل العمل كمديرين للمشروعات ومهندسين، ويحصلون على تعليمهم بعد المرحلة الثانوية من خلال برنامج تعليمي مشترك تديره الشركات والمدارس.
أكملت الكاتبة مؤخراً كتاباً مصوراً للابتكارات التعليمية في مركز التعليم العالمي(Center for Universal Education) كجزء من كتابها الجديد: («عدم تساوي الفرص»: إعادة التعليم من أجل مساعدة الشباب على الازدهار). ويوثق هذا الكتاب ما يقرب من 3000 ابتكار تعليمي صادر من 166 دولة حول العالم (من دول نامية وأخرى متقدمة)، وتُنفّذ من قبل مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة (غير الربحية، والحكومات، والقطاع الخاص)، وتتراوح من أفكار جديدة غير مجربة إلى أفكار مطبقة ومدعومة بالأدلة.
تحديد أي الابتكارات تكون لها قيمة أكبر
في حين أن الابتكارات في مجال التعليم يتم تطبيقها في جميع أنحاء العالم، إلا أن طرائق التطبيق ليست متساوية، إذ تؤدي الأفكار المختلفة إلى نتائج مختلفة؛ إذن، كيف ينبغي لصانعي السياسات التعليمية معرفة ما أكثر الابتكارات قيمة؟ فعلى حد تعبير أحد وزراء التعليم الأفارقة الذي يقول: «في كل يوم، هناك أشخاص يوجهون لي أفكارهم الجديدة المبتكرة، وليس لدي أي طريقة لمعرفة أي منها جيدة».
ونحن نؤكد أن أكثر الابتكارات قيمة في مجال التعليم هي تلك التي لديها القدرة على تسريع التقدم والتي تساعد على منح جميع الأطفال مجموعة كاملة من المهارات والكفاءات التي يحتاجونها للنجاح اليوم وفي المستقبل، ونعتقد أن مثل هذه الأفكار لديها القدرة على تحقيق قفزة في مجال التعليم.
ما «القفزة» في التعليم؟ لا يستعمل هذا الاصطلاح -عادة- في قطاع التعليم، ويستخدم -غالباً- للإشارة إلى التقدم السريع وغير الخطي في مجال الاتصالات أو الخدمات المصرفية. في كينيا -مثلاً- ضاعف الانتقال إلى الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول عدد الأشخاص الذين يودون الحصول على القروض في أقل من أربع سنوات، فكانت هذه الحالة قفزة إلى الأمام مقارنة بوتيرة التقدم السابقة.