يرى قادة القطاع العام وجود حاجة ملحة لتغيير الخدمات الحكومية وتطويرها، وبالمقابل ترى الحكومات حول العالم ضرورة إيجاد طرق جديدة لتحقيق طموحات المواطنين، في الوقت الذي يشعر فيه العديد بعدم الرضا والاستحسان؛ وبالتالي، يجب على الحكومات في كثير من الأحيان أن تبادر إلى تقديم «الكثير مقابل القليل» في البيئات التي تواجه قيوداً مالية وقوى خارجية تعيق التغييرات الحكومية.
وأظهرت دراسة لمركز ماكينزي مدى صعوبة تحقيق هذه التغييرات بنحو صحيح، إذ إنه على وفق دراسة استقصائية أجريت على ما يقرب من 3000 مسؤول بالقطاع العام في 18 بلداً فإن 80% من جهود الحكومة للتغيير قد باءت بالفشل، وشملت الدراسة وجهات نظر حول 80 حالة تغيير وعلى مقابلات معمقة مع 30 شخصاً من قادة التغييرات الحكومية.
ما الذي يميّز 20% من حالات التغيير الناجحة عن 80% من حالات التغيير غير الناجحة؟ للإجابة عن هذا السؤال استنتجت هذه الدراسة خمسة عناصر أساسية، ووجدت أن تطبيق هذه العناصر جميعها يزيد من احتمالية نجاح مبادرات التغيير بثلاثة أضعاف المبادرات الأخرى التي لا تطبق فيها هذه العناصر جميعها. أما العناصر الخمسة فهي كالآتي: القيادة الملتزمة، والأهداف والأولويات الواضحة، والتوازن والتنسيق في الإنجاز، والتواصل المقنع، والقدرة على التغيير. وقد تبدو هذه العناصر واضحة لكن نادراً ما تُطبّق بفاعلية إذ يصعب تنفيذها ولاسيما في سياق الدورات السياسية، ونظم التوزيع المعقدة، والجهات المعنية المتعددة في القطاع العام.