المستخلص
من البديهي أن تحتل مصادر الطاقة الأحفورية ولاسيما النفط الخام المحور الرئيس في ميزان الطاقة العالمية، لما له من أهمية اقتصادية وجيوسياسية وأمنية على المستوى الدولي، وتدور حوله الصراعات للسيطرة على احتياطاته من جهة، وزيادة عمره الافتراضي من جهة أخرى؛ لذا تنبع أهمية البحث من كون النفط الخام في محافظة البصرة يمثل السلعة الاستراتيجية الوحيدة تقريباً التي لها القدرة التنافسية في الأسواق الدولية؛ وبذلك استند البحث إلى فرضية مفادها أن مستقبل نضوب النفط في المحافظة يعتمد على عوامل داخلية من أهمها كمية الاحتياطيات، ومستوى الإنتاج اليومي، والاستهلاك المحلي، فضلاً عن العوامل الخارجية. وبهدف التوصل إلى قبول فرضية البحث أو رفضها، فقد قُسّم على ثلاثة محاور، واُختُتم بمجموعة من الاستنتاجات كان من أهمها قبول فرضية البحث وهي أن مستقبل نضوب النفط في محافظة البصرة يعتمد على عوامل داخلية وخارجية.
الكلمات الدالة:
نضوب النفط، نماذج النضوب، العمر الافتراضي، الدولة الريعية، التنويع الاقتصادي.
المقدمة:
مما لا ريب فيه أن للنفط أهمية استراتيجية من المنظور الاقتصادي والسياسي والأمني ومن الناحيتين الذاتية والموضوعية؛ لما له من خصائص فنية كثيرة، فضلاً عمّا يمثله من مصدر رئيس للطاقة لتحريك معظم أوجه نشاط التنمية الاقتصادية. بيد أن منظمات الطاقة الدولية ووكالاتها تتوقع أن تزداد أهميته تلك طالما بقي محافظاً على أسعاره المعتدلة التي تحقق أعلى المنافع الاقتصادية سواءً للمستهلكين أم للمنتجين، إذ إن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية لم تشهدها أسواق النفط العالمية من قبل سيولد آثاراً سلبية على استهلاكه، من قبيل التوسع بإنتاج مصادر الطاقة المتجددة ذات التكاليف المرتفعة، واستخراج مصادر الطاقة التي كانت غير مجدية اقتصادياً، فضلاً عن التوجه نحو مصادر الطاقة غير التقليدية.
وتأسيساً لما سبق يتبين أن مستقبل النفط في محافظة البصرة يعتمد على واقع نضوبه؛ وذلك نتيجة اختلاف العوامل المؤثرة عليه؛ فالعوامل المؤثرة على واقع نضوبه تعتمد على كمية الاحتياطيات النفطية، ومستوى الإنتاج اليومي، وأسعار مصادر الطاقة، غير أن هذه العوامل تعتمد على عوامل خارجية لا يمكن التنبؤ بمستوى حدوثها، ومن ثم بمعدل نمو إنتاجها وكميته، ومنها إنتاج الطاقة المتجددة، والطاقة غير التقليدية، والطاقة غير المجدية اقتصادياً، فضلاً عن العوامل التي قد تفرض دولياً بشأن استقلال إقليم كردستان الذي جرى الحديث عنه خلال الأشهر السابقة وغيرها.
فرضية البحث:
استند البحث إلى فرضية مفادها: أن مستقبل نضوب النفط في محافظة البصرة يعتمد على عوامل داخلية من أهمها كمية الاحتياطيات، ومستوى الإنتاج اليومي، والاستهلاك المحلي، فضلاً عن العوامل الخارجية التي لا يمكن التنبؤ بها.
أهمية البحث:
تنبع أهميته من أن النفط الخام في محافظة البصرة يمثل السلعة الاستراتيجية الوحيدة تقريباً التي لها القدرة التنافسية في الأسواق الدولية.
مشكلة البحث:
تتمحور مشكلة البحث في أن النفط الخام يمثل المورد الوحيد لتمويل الموازنة العامة للعراق بنحو عام ومحافظة البصرة بنحو خاص، ومن ثم فإن مستقبل اقتصاد محافظة البصرة يعتمد كثيراً على العمر الافتراضي لنضوب النفط فيها.