يعدُّ الغاز الطبيعي من أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط، وهو إحدى ثروات البلاد التي لم تستغل الاستغلال الأمثل ولم تُوظّفْ بما يخدم اقتصاد العراق؛ ويعود ذلك إلى غياب الرؤية الاستثمارية، وسوء التخطيط، وعدم التنسيق بين المؤسسات المعنية، وانعدام وجود الاستثمارات.
إن أهمية ثروة الغاز الطبيعي في أي بلد تأتي من كونه مصدراً مهمّاً للطاقة الحرارية والميكانيكية والكهربائية في مختلف القطاعات، وكونه الوقود الأنظف والأقل تلوثاً للبيئة، فضلاً عن كونه مادة أولية للصناعات البتروكيمياوية ولإنتاج المبيدات، وهو يساعد كذلك على نمو ربع الطاقة المستهلكة في العالم.
ويُقدَّر احتياطي العراق من الغاز بـ (137) ترليون قدم مكعب، ويأتي بالمرتبة العاشرة عالمياً، ومن الممكن أن يكون سادس أكبر مورد للغاز العالم إذا ما اُستُثمرت احتياطياته بنحو صحيح، ولم يحظ الغاز الطبيعي بالاهتمام الكافي استثمارياً من قبل الحكومة.
وقد آن الأوان لإعطاء هذا المورد الحيوي قدراً من الاهتمام والتخطيط لمشاريع مستقبلية ولاسيما في مجال توليد الطاقة الكهربائية، وكمادة أولية لعدد من الصناعات التحويلية وتصدير الفائض منه، ويمكن الاستفادة من التجارب الدولية العربية في هذا المجال كمصر وقطر.
وتتمثل الرؤية المستقبلية لقطاع الطاقة بتحقيق الاستغلال الأمثل لثروات البلاد من الاحتياط النفطي والغازي والموارد الطبيعية، وإيجاد مصادر متجددة وبديلة للطاقة من خلال تنمية القطاع الصناعي، وتأمين استقرارية عالية للمنظومة الكهربائية لمواجهة الطلب المتزايد للطاقة مستقبلاً.
وبغية تحقيق هدف البحث قُسِّم على المحاور الآتية:
المحور الأول: صناعة الغاز الطبيعي في العراق: لمحة تأريخية.
المحور الثاني: واقع احتياطي الغاز الطبيعي وإنتاجه في العراق.
المحور الثالث: معوّقات الاستثمار في الغاز الطبيعي والمعالجات المقترحة.
المحور الرابع: مستقبل صناعة الغاز الطبيعي في العراق.
الخاتمة.