تقرير عن بيانات الانتحار في العراق في عامي 2015 و 2016
إن معدل الانتحار في العراق أقل من المعدل العالمي، وإن نسبة كبيرة من المنتحرين كانت بأعمار الشباب وكان التوزيع بين الجنسين متساوياً تقريباً في هذه الفئة العمرية. وربما كانت العوامل الاجتماعية والثقافية قد أدّت دوراً في هذه الأنماط، وجاءت معدلات الاضطراب النفسي وتعاطي المخدرات أقلَّ من تلك التي أبلغ عنها على الصعيد العالمي؛ ويمكن لهذه النتائج أن تفيد الاستراتيجية الوطنية العراقية لمنع الانتحار.
وأكدت الدراسة في تمهيدها أن الانتحار هو التحدي الرئيس الذي يواجه دوائر الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم، إذ قدرت منظمة الصحة العالمية وجود 800 ألف حالة انتحار في عام 2012 بمعدل (11.4) لكل 100 ألف نسمة، وأن نسبة الذكور إلى الإناث تبلغ 1.9 (منظمة الصحة العالمية، 2014). وتختلف معدلات الانتحار في مختلف البلدان، بحسب نوع الجنس والفئات العمرية. وبصفة عامة، فإن معدلات الانتحار المقدرة هي أعلى في البلدان ذات الدخل المرتفع (12.7 لكل 100 ألف من السكان ونسبة الذكور إلى الإناث تبلغ (3.5) مقارنة بالدول المنخفضة الدخل (11.2) لكل مليون نسمة ونسبة الذكور إلى الإناث تبلغ (1.6) (منظمة الصحة العالمية، 2014). ومعدل الانتحار لعام 2012 أقل بكثير في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في شرق المتوسط بما في ذلك العراق (6.4) لكل 100 ألف من السكان مع نسبة الذكور إلى الإناث (1.4) (منظمة الصحة العالمية، 2014). وأحد الأسباب المحتملة لهذا الاختلاف هو أن نوعية بيانات الانتحار تختلف من بلد لآخر تبعاً لعدم الإبلاغ أو سوء التصنيف، ولاسيما في البلدان التي يكون فيها الانتحار غير قانوني أو موسوماً بالعار (منظمة الصحة العالمية، 2014)؛ ومع ذلك هناك بعض الأدلة على وجود فروق حقيقية في البلدان ذات البيانات الجيدة (منظمة الصحة العالمية، 2014).
وتصف الدراسة وضع العراق الحديث بأنه مرّ بأربعة عقود من الحروب والعقوبات والصراعات الأهلية، إذ عانى نصف عدد السكان الذين شملتهم الدراسة الاستقصائية للصحة النفسية في العراق التابعة لمنظمة الصحة العالمية (Alhasnawi et al., 2009) من حادثة صادمة واحدة على الأقل، ووجد الاستطلاع نفسه أن معدل انتشار أي اضطراب لمدى الحياة -باستثناء الاضطرابات الذهانية- هو 18.8%. والجدير بالذكر أنه يوجد في العراق 206 أطباء نفسيين، و3 مستشفيات نفسية، و23 وحدة نفسية (Al-Uzri et al., 2012).