القدس أو أورشليم هي مدينة تأسرك بجمالها وروعتها وعراقتها، ولها مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهي أرض مقدسة، ومباركة بنص القرآن الكريم، وفيها المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بُنِي لله في الأرض، وإليها أسري بالنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وهي أرض الأنبياء عاش عليها ودفن في ثراها كثيرٌ منهم عليهم السلام.
ولمدينة القدس أهمية بالغة في الفكر الإسرائيلي، لذرائع دينية وتأريخية. وقبل أن يُعلن عن قيام «إسرائيل» بنصف قرن قال ثيودور هرتزل مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية: «إذا حصلنا على مدينة القدس، وكنت حياً وقادراً على القيام بأي عمل، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق جميع الآثار التي مرّت عليها قرون». وبعد نصف قرن من استيلاء «إسرائيل» على كامل مدينة القدس عام 1967، لم يكن فكر القادة الإسرائيليين مغايراً لأسلافهم، ففي مراسم استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول زيارة له لإسرائيل بعد توليه منصبه، أعلن رؤوبين ريفلين رئيس إسرائيل مخاطباً ترامب: «فخر لنا أن نستقبلك في القدس في وقت نحتفل بمرور 50 عاماً على احتفالات يوم القدس، ويسعدنا أن حليفتنا الأكبر تقر بأهمية القدس للشعب اليهودي، فالقدس هي القلب النابض للشعب اليهودي مثلما كانت قبل ثلاثة آلاف عام».
وفي ذروة الترقب إلى إطلالة صفقة القرن التي تبنتها إدارة الرئيس ترامب، التي عول عليها الكثيرون لوضع حد للنزاع العربي-الإسرائيلي، أطلَّ علينا الرئيس بقرار ينفذ فيه وعده الذي وعد به أيام حملته الانتخابية، وذلك بإقرار قانون الكونغرس الأميركي لعام 1995 الذي يقضي بالاعتراف بالقدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة لإسرائيل، والقاضي أيضاً بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب عاصمة «إسرائيل» إلى القدس.