back to top
المزيد

    تقرير: دور مراكز الدراسات والأبحاث في صنع السياسة العامة

    في إطار نشاطات مركز البيان للدراسات والتخطيط وضمن سلسلة فعالياته لعام 2017 عقد المركز ورشة عمل تحت عنوان (دور مراكز الدراسات والأبحاث في صنع السياسة العامة) يوم السبت الموافق 6-5-2017 وبحضور رؤساء مراكز الدراسات والأبحاث في العراق وممثليهم، وتضمنت الورشة حواراً موسعاً بين الحاضرين لأهم المحاور المشتركة فيما بين مراكز الأبحاث، وبدأت الجلسة بكلمة ترحيبية من قبل المدير التنفيذي لمركز البيان للدراسات والتخطيط السيد سجاد نشمي، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها مراكز الدراسات في العراق في تقديم رؤية عامة لصناع القرار في المجالات السياسة والاقتصادية والاجتماعية.

    وانقسمت الورشة على محورين أساسيين:

    الأول: المعوقات والمشكلات التي تواجه مراكز الدراسات والأبحاث:

    وقد أشار السيد سجاد نشمي في حديثه إلى أن هناك معوقات متعددة وكثيرة تواجه مراكز الدراسات في مختلف دول العالم ولاسيما في العراق، ولعل من أهمها نقص الموارد البشرية المتمثلة بالباحثين الذين يمتلكون الخبرة الكافية في دراسة الأفكار والموضوعات وتحليلها؛ وهذا يعود إلى عدة أسباب متمثلة بغياب التأهيل والتدريب داخل الجامعات، فضلاً عن غياب الرغبة لدى الافراد للعمل في هذا المجال. وكذلك مما يواجه هذه المراكز هو قلة الدعم والتمويل التي تشترك فيها أغلب مراكز الأبحاث التي غالباً ما تكون عائقاً أمام تنفيذ خطط المراكز البحثية.

    وشدد السيد سجاد على أن أهم المشكلات التي تواجه المراكز البحثية هو فقدانها لمنهجية تأثير واضحة تستطيع من خلالها التأثير على صانع القرار في صنع السياسة العامة؛ وبالتالي سينعكس سلباً على إنتاجها مهما كانت مهمة.

    واستعرض الحاضرون أبرز المشكلات الأخرى التي تقف عائقاً أمام المراكز البحثية وهي تتمثل بصعوبة الحصول على المعلومات والإحصاءات والبيانات في المجال الاقتصادي التي تمكن الباحث من إنجاز عمله، فضلاً عن عدم دعوة مراكز الأبحاث إلى النقاشات والاجتماعات الرسمية ومشاركتهم فيها ليكون لديهم الصورة الكاملة تجاه السياسات العامة للبلد ومدى تأثيرها، وكذلك وجود شعور سائد بعدم الرضا عن المراكز البحثية من قبل صناع القرار، فضلاً عن أن بعض المراكز البحثية تفتقر إلى البنى التحتية التي تستطيع من خلالها تحقيق أهدافها المنشودة.

    وأشار الحاضرون كذلك إلى وجود بعض المشكلات التي تواجه المراكز البحثية في الجامعات متمثلة بالتأثير السياسي عليها؛ وهذا بدوره خلق فجوة بين صانع القرار ومراكز الأبحاث، مبينين أن بعض مراكز الدراسات في إقليم كردستان تعاني من قلة وجود مكاتب المنظمات الدولية التي تسهل عليها في العادة للحصول على المعلومات الدقيقة وتبنيها في بعض الأحيان لجزء من فعاليات تلك المراكز ودعمها، وأضافوا أن مشكلة الحصول على المعلومة أدت ببعض المراكز إلى الكتابة بلغة دبلوماسية وصياغة تأريخية لأغلب أبحاثها مما جعلها غير مؤثرة في تقديم المشورة.

    أما المحور الآخر فهو: خطوات تطوير مراكز الأبحاث ومجالات التعاون:

    بين الحاضرون أن أهم مجالات التعاون بين مراكز الرأي والفكر هو العمل على إيجاد منهجية موحدة وواضحة للتأثير على صناع القرار في رسم السياسة العامة للدولة، وكذلك بإمكان هذه المراكز مواجهة عقبة التمويل من طريق المنح التي تقدمها المنظمات الدولية في إقامة استطلاعات الرأي وإجراء الاستبيانات التي تحتاجها هذه المنظمات في التقارير الدولية التي يصعب عليها التواجد في جميع البلدان، فضلاً عن إيلاء الأهمية للباحثين وتدريبهم على وفق برنامج تأهيلي مشترك مع الجامعات في مرحلة الدراسة ليكونوا باحثين مؤهلين مستقبلاً.

    ورأى الحاضرون أن الحصول على المعلومة والعمل على تحويلها لمعرفة من أهم الخطوات التي تستطيع مراكز الأبحاث تحقيقها في الوقت الحاضر، فضلاً عن أن مراكز الدراسات لا تؤثر على صناع القرار فقط، وإنما هي مراكز تنوير المؤثرين على الرأي العام الذين بدورهم يؤثرون داخل المجتمع وهو جزء من عمل هذه المراكز.

    وفي نهاية الورشة أبدى الحاضرون تعاونهم في إقامة ندوات وورش عمل ومؤتمرات مشتركة تهدف إلى رفد صانع القرار بأهم التقارير والدراسات والأبحاث التي من شأنها التأثير في رسم السياسة العامة للبلد وعلى مختلف المجالات.

    النتائج والتوصيات

    • العمل على تشكيل منتدى أو رابطة لمراكز الدراسات والأبحاث في العراق.
    • السعي في إقامة مؤتمر دولي سنوي مع المراكز العالمية لتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا.
    • التنسيق فيما بين المراكز البحثية في عموم العراق على مستوى الأبحاث والدراسات والباحثين والمنح البحثية.
    • العمل على إصدار مطبوعات مشتركة دورياً تشترك فيها المراكز البحثية حسب الاختصاص.
    • إقامة اجتماعات أو لقاءات بنحوٍ دوري بين المراكز البحثية لما لها من أهمية في مشاركة الأفكار وتطوير قابليات الباحثين.
    • العمل على تداول المعلومات والمصادر بين المراكز وعدم احتكارها.
    • عمل استطلاعات للرأي واستبيانات مشتركة.
    • إنشاء قاعدة بيانات مشتركة بين المراكز البحثية في العراق وتحديثها باستمرار.