أقامت مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري) بمقرها في أربيل يوم الخميس الموافق ٢٦ كانون الثاني 2017 حلقة نقاشية بين مراكز الدراسات والأبحاث في عموم محافظات العراق، وبمشاركة مركز البيان للدراسات والتخطيط، وشريحة واسعة من الباحثين والأكاديميين، ومديري مراكز البحوث والدراسات، وترأس الجلسة السيد دلاور علاء الدين رئيس المؤسسة، وبدأها بكلمة ترحيبية، أشار فيها إلى الدور الذي تضطلع به مراكز الدراسات والبحوث في العراق والعالم، مبيناً أن فكرة هذه الحلقة النقاشية جاءت لأهمية اللقاءات المباشرة فيما بين هذه المراكز، وضرورة السعي إلى تطويرها بنحوٍ مستمر بما يسهم في بناء مؤسسات بحثية علمية تعمل على رفد صانع القرار بالأبحاث والدراسات الرصينة.
وتطرق السيد دلاور إلى الوضع الراهن في العراق والتحديات التي تواجهه، ولاسيما أنه يقع في “منطقة وجيرة صعبة”، مشدداً على أهمية تفعيل دور الأكاديميين والمؤسسات الأكاديمية العراقية المباشر مع صانع القرار من خلال رؤى واسعة تعمل على إيجاد حلول واقعية لأهم المعوقات التي تعتري الساحة السياسية حالياً، وأضاف قائلاً: “باستطاعة مراكز الأبحاث مثل مؤسسة ميري ومركز البيان تقديم ما هو ممكن لإنجاح أي مشروع يدعم الباحثين وإقامة مثل هذا اللقاء مرتين في السنة”، مؤكداً أن مثل هذه النقاشات تُبيّن أهمية مراكز الأبحاث ولاسيما أن العالم اليوم يشهد نمواً كبيراً في عدد مراكز الأبحاث في مختلف المجالات.
وتضمنت الحلقة النقاشية لقاءات مع قيادة عمليات “قادمون يا نينوى” الذين حضروها واستعرضوا خلالها أهم الانتصارات التي حققتها القوات المشتركة في عمليات تحرير الموصل الأخيرة، وأشاروا إلى ضرورة تبني مراكز الدراسات والأبحاث دراسات استراتيجية لمكافحة الإرهاب، والعمل على دراسة الأسباب الرئيسة لظاهرة الإرهاب وسبل معالجتها، فضلاً عن الدراسات الاجتماعية التي تُسهم في بناء السلم الاجتماعي في تلك المناطق، وضرورة إعداد دراسات تعمل على تهيئة الجيل الجديد في الموصل وما خلفه تنظيم داعش الإرهابي من تزييف للحقائق، وإشاعة مظاهر القتل والتدمير للبنى التحتية للمدينة.
وفي الختام أعرب الحاضرون عن استعدادهم للعمل بشكل جماعي من أجل المساهمة الفعالة لإقامة فعاليات من هذا النوع مستقبلاً، التي من شأنها أن تُعزّز ثقة صانع القرار بهذه المراكز وضرورة الأخذ بمخرجاتها التي ستشكل جسراً بين صناع القرار والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، وكذلك التعريف بمراكز الأبحاث في الأوساط الثقافية وأهمية نتاجاتها.