بينوا فوكون، سيلينا ويليامز، جريجوري كانتجيف
ستضع المنظمة اللمسات الأخيرة على الخطة في نوفمبر تشرين الثاني، ولكن التوصُّل إلى اتفاق ليس مؤكداً.
صرحت منظمة أوبك أن أعضاءها اتفقوا على الحاجة لخفض إنتاج النفط الخام للحدِّ من زيادة المعروض النفطي في العالم، وهذا كان كافياً لأن ترتفع أسعار النفط، على الرغم من أن التوصل إلى اتفاق ما زال بعيد المنال. وصرح أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بأنهم توصلوا إلى تفاهم بعد لقاء استمر ست ساعات في العاصمة الجزائرية، ولكن تم تأجيل الاتفاق حول وضع اللمسات الأخيرة على خطة تخفيض أسعار النفط حتى شهر تشرين الثاني، وقال مسؤولون في أوبك إنه سيتم تشكيل لجنة لتحديد مقدار الإنتاج الذي سيخفضه كل بلد، ومن ثم تقديم تقرير إلى الفريق في اجتماعه المقبل يوم 30 تشرين الثاني في فيينا.
إن تحديد الدول التي ستخفض من إنتاجها والمقدار الذي ستخفضه خاضع لتفاوض حساس الذي قوض الجهود السابقة لخفض الانتاج وزيادة الأسعار.
ومع ذلك لا يزال موقف المجموعة بعد جلسة مباحثات رسمية التي تحولت إلى اجتماع طارئ يمثل أول اعتراف جماعي بأهمية حل الأزمة منذ ارتفاع أسعار النفط قبل عامين؛ وهذا يشير إلى أن المجموعة ستحتاج إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من حدة الوضع الذي عاث فساداً في اقتصاداتها.
إن احتمال خفض الإنتاج الذي يمثل الاستراتيجية التقليدية لأوبك لدعم أسعار النفط أدى إلى زيادة أسعار النفط الخام بنسبة أكثر من 5٪ في يوم الاجتماع نفسه، وبدوره أدّى إلى دعم بعض الأسهم الأمريكية، إذ ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 111 نقطة.
وقال وزراء النفط الأعضاء في أوبك إن المجموعة اقترحت خفض الإنتاج الجماعي بين 32.5 مليون برميل يومياً و33 مليون برميل يومياً بعد انخفاض المستويات من 33.2 مليون برميل يومياً في شهر آب من هذا العام.
إذا خفضت أوبك إنتاجها بمقدار 200،000 ألف برميل يومياً كي تصل إلى 33 مليون برميل في اليوم فإن ذلك لن يكون كافياً ليتوافق الإنتاج مرة أخرى مع الطلب حتى النصف الثاني من عام 2017 وعلى وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية فإن هذا التوقيت يتماشى مع ما اعتقده المحللون قد يحدث بالفعل لأوبك إذا لم تقم بأي إجراء.
إذا خفضت أوبك الإنتاج بنسبة تصل إلى 700،000 برميل يومياً، فإن وفرة الإنتاج ستختفي بمجرد نهاية هذا العام على وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، ويمكن بعد ذلك خفض المخزونات النفطية في العالم مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
صرح وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه بحسب وسائل الإعلام الرسمية بقوله: “اليوم، تم اتخاذ قرار استثنائي في أوبك”.
مثّل التزام إيران بزيادة إنتاجها النفطي حجر عثرة في التوصل إلى اتفاق حتى الآن، ولاسيما أن منافستها اللدود والقوية المملكة العربية السعودية قد رفضت التوقيع على القيام بأي تخفيضات في الإنتاج ما لم تقم إيران بالمثل أيضاً.
إن أحد العوامل التي يمكن أن تسهل قيام الأعضاء بمناقشة الصفقة هو أن هذه الدول تضخ بالفعل بمستويات يصعب الحفاظ عليها. وأنتجت أوبك بمستويات قياسية، بينما تنافس أعضاؤها فيما بينهم للحصول على مشترين، وقد ضخت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في المجموعة، بمستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، وكان من المتوقع أن يتباطأ الإنتاج في فصلي الخريف والشتاء على أي حال.
وصرّح مدير المحفظة الاستثمارية في شركة Infracap MLP في نيويورك جاي هاتفيلد “بطريقة ما، يبدو أنهم اتفقوا على لا شيء”، مشبهاً الخفض الصغير المقترح على أنه رفع للقدم بعيداً عن دواسة البنزين بدلاً من الضغط على الفرامل”.
لم توافق المنظمة على خفض الإنتاج منذ عام 2008، بعد أن دمرت الأزمة المالية الطلب على النفط وأدت إلى انخفاض الأسعار دون 40 دولاراً للبرميل. وعللت المملكة العربية السعودية -الزعيم الفعلي للمجموعة- أن الطفرة في الإنتاج النفطي الأمريكي جعلت تحرك أوبك التقليدي نحو خفض مستويات الإنتاج أقل فعالية في ما يتعلق بدعم السوق.
وبدلاً من ذلك فتحت السعودية وغيرها من أعضاء أوبك صنابير النفط بنحوٍ كامل وضخت مستويات قياسية للمنافسة للحصول على حصة في السوق، مدعين بذلك أن انخفاض أسعار النفط سيدفع بعض المنتجين خارج السوق مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في نهاية المطاف لتفوق الطلب على العرض وتراجع الإمدادات.
لكن إنتاج الولايات المتحدة كان أكثر مرونة مما توقعه معظم المراقبين، وقد وضعت مليارات البراميل الفائضة من النفط في العالم في المخازن؛ مما سيؤخر اليوم الذي سيصل فيه الطلب إلى العرض.
انخفضت أسعار النفط دون 30 دولاراً للبرميل هذا العام للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان، وقد ظلت عالقة بين 40 و50 دولاراً لعدة شهور، وقد أدّى ذلك إلى أن تصبح تكاليف الطاقة رخيصة بالنسبة للمستهلكين، ولكنها أدّت أيضاً إلى تسريح عشرات الآلاف من العمال في قطاع النفط، وهذا أثر على الاقتصاد الأمريكي في بعض المناسبات.
بدأت المجموعة اجتماع يوم الاربعاء مع الاعتراف بأنها بحاجة إلى إعادة الحصول على الثقة في سوق النفط بعد عامين من الوعود المبهمة التي لم تسفر عن شيء.
في آخر اجتماع لأوبك في يونيو حزيران من العام الحالي حينما لم يتم التوصل إلى اتفاق لاتخاذ أي إجراء، اعتقدت أوبك أن العرض والطلب سيتوافقان، وأن الأسعار ستتعافى في وقت متأخر من هذا العام أو في أوائل العام المقبل.
قال رئيس المؤتمر في أوبك الدكتور محمد بن صالح السادة في كلمة ألقاها أمام المجموعة قبل الاجتماع الخاص: “توقعاتنا حول عملية إعادة التوازن قد تغيرت، ومن الواضح أن هناك الآن درجة أكبر من الإلحاح للوصول إلى حل ما”.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح هذا الاسبوع إن السوق تحتاج إلى الطمأنينة “وتعديل لطيف”، وهذا لا يمثل دعوة للقيام بعمل أو تغيير كبير، ولكنه يمثل خروجاً عمّا هو مألوف من سلف السيد خالد الفالح -وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي- الذي كان قد أعلن أن أوبك لم تعد منظمة وأن أيام خفض الإنتاج قد انتهت.
وبعد أسابيع من المفاوضات من الجزائر العاصمة إلى موسكو ومن ثم إلى باريس لإقناع وزراء النفط بأن الوقت قد حان لخفض الإنتاج، قال وزير النفط الجزائري نور الدين بوطرفة الأربعاء: “لقد عادت أوبك إلى دورها التأريخي في السيطرة على الأسواق”.
لم يحظر إلى الاجتماع أحد أكبر منتجي النفط الخام في العالم روسيا، التي تضخ مستويات قياسية من النفط، فهي ليست عضواً في منظمة أوبك ولكنها قد شاركت بنحوٍ كبير في المحادثات مع المجموعة للقيام بتخفيض الإنتاج بنحوٍ مشترك، وقال شخص مطلع على المسألة إنَّه ستتم مناقشة تخفيض الإنتاج مع الدول غير الأعضاء في أوبك قريباً.
لا تزال إيران وليبيا ونيجيريا يحاولون زيادة الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً بنحوٍ جماعي، في حين أن دولاً مثل فنزويلا والجزائر لا تستطيع أن تتحمل فقدان عائدات النفط بسبب خفض الإنتاج، وقال مسؤولون في أوبك إنه سيتم التعامل مع إيران وليبيا ونيجيريا بنحوٍ مختلف دون تحديد الكيفية، وكانت جهود أوبك السابقة في تنظيم الإنتاج عشوائية، إذ اتهم الأعضاء في كثير من الأحيان بعضهم بعضاً بالغش.
وقال جيوفاني ستاونوف -المحلل في بنك UBS المجموعة :AG “إن المشكلة تكمن في التفاصيل، إذا تم الوصول إلى إتفاق في نوفمبر تشرين الثاني، فإنه سيتم التنفيذ في عام 2017”.
والمفارقة لدى المنتجين في منظمة أوبك هي أن مسيرة أسعار النفط الناجمة عن خفض الإنتاج ستفيد منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، الذين قلصوا عملهم خلال العامين الماضيين ولكنهم بدؤوا بإضافة منصات حفر جديدة بنحوٍ مستمر، حتى من دون تحرك أوبك، وكان من المتوقع أن إنتاج الولايات المتحدة سيزداد في عام 2017؛ وبالتالي التنافس مع منتجي أوبك حول العملاء.
بينوا فوكون، صحفي كبير في صحيفة وول ستريت جورنال.
سيلينا ويليامز، مراسلة مختصة بشؤون النفط وشركات الغاز، صحيفة وول ستريت جورنال.
جريجوري كانتجيف، مراسل في صحيفة وول ستريت جورنال.
ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .
المصدر:
http://www.wsj.com/articles/opec-reaches-understanding-on-output-cut-1475089079