أجمع علماء السياسة على أن إحلال الديمقراطية عملية طويلة الأمد ولها جدول زمني يصعب التنبؤ به لكل حالة، ولكن فيما يخص عملية إحلال الديمقراطية في العراق؛ فهناك اعتقاد شائع بأنها قد فشلت في العقد الماضي، وأن هناك أملاً يسيراً بأن هذه الحال قد تتحسن في المستقبل، وتهدف هذه الدراسة إلى بيان أنَّ- وباستخدام المؤشرات القياسية المعترف بها دولياً لقياس السمات الديمقراطية في العراق، فضلاً عن الرجوع إلى نظريات أخرى تتعلق بالديمقراطية وعملية إحلال الديمقراطية بما فيها نظرية السلام الديمقراطي ونظرية توازن القوى-، الأدلة تشير إلى أن عملية إحلال الديمقراطية في العراق لم تفشل على الرغم من أنها لا تزل في مرحلة بدائية.
تتألف هذه الدراسة من خمسة فصول، يتناول الفصل الأول نبذة تأريخية عن العراق ويسلط الضوء على عناصر معينة من تأريخ تطور العراق إلى دولة، وهذه العناصر ضرورية لبيان تقويم متوازن لعملية إحلال الديمقراطية في العراق- رحلته الطويلة ومروره بأشكال مختلفة من الحكومات بدءاً الحكومة المستبدة وانتهاءً بالحكومة الحالية، ويتناول الفصل الثاني تحليلا للفرضيات المطروحة من مصادر مختلفة كدليل على فشل عملية إحلال الديمقراطية في العراق، وسيتم تقديم مقترحات معاكسة لكل واحد منها، بينما يحوي الفصل الثالث وصفا تفصيلياً للديمقراطية الزائفة لحكومة صدام حسين، ويشير الى أن عملية بناء الديمقراطية الحقيقية قد تكونت بعد الإطاحة به في عام 2003. ستكون على وفق مؤشر لسلسلة ذات صلة بالدراسة الأصلية، إذ سيتناول الفصل ماقبل الأخير تقييماً لعملية إحلال الديمقراطية في العراق تلكم الموضوعات بيانات الحكم ونظرية السلام الديمقراطي ونظرية توازن القوى وذلك قبل الفصل الختامي.