فريد رحمن، صحفي في اخبار الخليج، ومراسل خبير في شؤون التجارة.
هناك العديد من المشاريع المعلّقة في الوقت الذي تتراجع فيه اسعار النفط
قال مسؤول تنفيذي كبير في شركة غاز البصرة (بي جي سي) في مقابلة حصرية لأخبار الخليج أن الاخيرة قامت بمضاعفة كمية الغاز التي يتم تجميعها ومعالجتها من حقول النفط المشتعلة الثلاثة في العراق منذ أن بدأت عملها في العراق عام 2013، وتبحث عن زيادة نمو الانتاج. كمشروع مشترك بين الحكومة العراقية (شركة غاز الجنوب 51٪)، وميتسوبيشي (5٪)، ورويال داتش شل (44٪)، تأسست بي جي سي لتقوم بتجميع الغاز المصاحب للنفط الذي يتوهج الآن في ثلاثة حقول نفطية في جنوب العراق وهي حقل الرميلة، وغرب القرنة الاول، والزبير، وقال سايمون دامان وليامز، المدير التنفيذي للشركة متحدثاً عبر الهاتف: “نحن حالياً نقوم بتجهيز أكثر من 600 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، ولدينا طموح بأن ننمو بشكل جيد لنصل الى أكبر من هذا القدر في السنوات القادمة”. وذكر أن المشروع كان ولازال يعود بالنفع على البلاد في إنتاج الغاز لتوليد الكهرباء، وغاز البترول المسال (LPG) وفي حماية البيئة من الاضرار الناجمة عن ثنائي اوكسيد الكاربون وغيره من الغازات الضارة نتيجة لإستغلال الغاز المحترق.
وأشار أن “حوالي 70٪ من الكهرباء الموَلَدة لمحافظة البصرة في السنة الماضية و60-70٪ من غاز البترول المسال الذي يستهلكه العراق، بالاضافة الى كمية كبيرة من براميل المتكثفات يتم إنتاجها من المشروع”. وأضاف إن إنتاج الغاز الطبيعي المسال ارتفع الى 3300 طن يوميا في يناير كانون الثاني بعد أن كان 2200 طن في كانون الاول العام الماضي.
تراجع اسعار النفط
الانخفاض في اسعار النفط كان ولازال يؤثر على خطط الشركة، إذ كان عليها أن توقف عدد من مشاريعها كجزء من مسؤوليتها كمشغل، للتعامل مع انخفاض اسعار النفط. وقال “كان حقاً لدينا نظرة فاحصة في المشاريع التي يتضمنها ملفنا، وكانت مشاريع قوية جداً، ولكن نظراً لانخفاض اسعار النفط، نحن نقوم بتأخير البعض منها حتى تصبح بيئة اسعار النفط ملائمة”.
إن اعداد العمّال الذين تأثروا بسبب توقف المشروع غير معروف، ولكن الشركة قالت إنها قلّصت قوتها العاملة الوافدة من الخارج دون ذكر الارقام. هناك أكثر من 5000 عامل عراقي يعمل لدى شركة غاز البصرة. ومع انخفاض اسعار النفط، تقوم عدد من شركات النفط العالمية بفصل عمالها والغاء مشاريعها، فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة شيل، التي لديها 44٪ من أسهم شركة غاز البصرة، في الشهر الماضي أنها سوف تخرج من مشروع باب الغاز الحامض في ابوظبي الذي تقدر تكلفته بمليارات الدولارات لأن انخفاض اسعار النفط سبب ضرراً لدخل الشركة، وقد اعلنت ايضاً عن خفض الالاف من الوظائف تزامنا مع انخفاض اسعار النفط الى مستويات قياسية. كما أعلنت شركات النفط الكبرى بي بي وشيفرون خططاً لإلغاء المئات من فرص العمل. ويقول سايمون: “لدينا استراتيجية سليمة معّدة لمزيد من التطور والنمو، ولكن نظراً لبيئة اسعار النفط المنخفضة الحالية، نقوم بإعادة تقييم مع شركائنا لنرى كيف يمكننا تنفيذ هذه الاستثمارات”.
المشاريع المتوقفة
أضاف سايمون، “سنحافظ على إنتاجنا، سوف نقوم بإعادة تأهيل وتجديد البنى التحتية، وسوف نبحث في إعادة تشغيل المشاريع المتوقفة لدينا بمرور الوقت”. أما بالنسبة لموضوع أمن المشاريع في غضون الصراع القائم في العراق، قال بأن سلامة وأمن الموظفين والممتلكات هي الاولوية القصوى وأنهم يعملون مع الحكومة والعاملين في هذا الجانب من ذوي الخبرة بهذا الخصوص. وتابع قائلاً “إن أكبر تهديد بالنسبة الي هو سلامة الطرق من الحوادث، نحن نقود حوالي 20 مليون كيلومتر في السنة في عملياتنا، والعراق لديه واحدة من اعلى نسبة الوفيات جراء الحوادث في العالم، ونحن نشجع موظفينا على ممارسة القيادة الآمنة.”
ويقَدّر احتياطي العراق من الغاز الطبيعي 112 ترليون قدم مكعب، وهو الثاني عشر على العالم من حيث الاحتياطي، ولكن العقود من الحرب والعقوبات أدت الى تدهور البنية التحتية للغاز مما تسبب في خسائر تقارب مليارات من الدولارات سنوياً. ووفقا لدائرة معلومات الطاقة الامريكية، اكثر من نصف إنتاج الغاز الطبيعي الاجمالي في العراق يُصرّف و يحترق مما يجعله رابع اكبر بلد حارق للغاز في العالم.
ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .
المصدر: