back to top
المزيد

    الوجود التركي في شمال العراق وآثاره الإقليمية واسعة النطاق

    في الثالث من كانون الأول عام 2015، نشرت القوات المسلحة التركية (TSK) فوجاً من 150 جندياً و25 دبابة في مدينة بعشيقة العراقية شمال الموصل في مهمة لتعزيز أفراد الجيش التركي الموجودين بالفعل هناك لتدريب قوات البيشمركة الكردية والحشد الوطني وتهيئتهم لعملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية داعش. تبع ذلك سلسلة من الاتهامات من قبل الحكومة العراقية بشأن مشروعية الوجود التركي في العراق وطالبت الحكومة العراقية بانسحاب هذه القوات، مع نفي تركيا لارتكابها لأي خطأ مشيرة إلى الاتفاق مع السلطات المحلية الكردية الذي يسمح للقوات التركية بنشر قوات عسكرية هناك للتعزيز ضد داعش٬ بعد بضعة أيام من التوتر، انسحبت القوات والدبابات ولكن أفراد الجيش التركي الموجودين بالفعل بقوا، واستمروا في مهمة التدريب .

    كشفت الحادثة وردود الفعل التي تلت الخلافات السياسية والاستراتيجية بين بغداد وأربيل وأنقرة على الرغم من أنهم يقاتلون ضد عدو مشترك متمثل بتنظيم الدولة الإسلامية٬ ومع ذلك لا يمثل نشر القوات ولا ردود الفعل التي تلت أي انحراف. إن دعم أربيل واستنكار بغداد لأنقرة، وشجب أنقرة للحشد الشعبي ودعمها للحشد الوطني يعكس كيف تطورت العلاقات بين أربيل وبغداد وأنقرة على مر السنين، وكذلك الأهداف التوسعية لأنقرة بشأن العراق وسوريا.

    يهدف هذا التقرير إلى تحليل الأعمال التي تقوم بها الجهات الفاعلة الرئيسة الثلاث المعنية، الحكومة التركية، وحكومة إقليم كردستان في أربيل٬ والحكومة العراقية في بغداد٬ كما وينظر إلى كيفية تدهور علاقات أنقرة مع بغداد وكيف تحسنت مع أربيل على مدى السنوات الماضية، وينظر أيضاً إلى الأسباب الداخلية والخارجية التي وراء هذا التحالف، موضحاً كيف تشعر أنقرة بعدم إمكانية التأثير على بغداد لتكون في خط مصالحها في الوقت الذي تعد فيه الكتلة السنية العربية – الكردية شمال العراق أكثر ملاءمة لمصالحها٬ وهذا ما يفسر سعي تركيا لاستخدام هذه الكتلة لإنشاء منطقة عازلة ودية بينها وبين بغداد والحفاظ على حكومة إقليم كردستان إلى جانبها في الوقت الذي يتصاعد فيه الصراع بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية جنوب شرق تركيا٬ وينظر التقرير أيضاً إلى الكيفية التي يمكن أن تبحث فيها أنقرة عن تحقيق توازن وكلائها الإقليميين في المنطقة، حكومة إقليم كردستان والحشد الوطني، للاستفادة من النتيجة الإيجابية لنفسها، وخاصة في المنطقة المحيطة بكركوك التي تدعي تركيا أن لها مطالب تاريخية فيها. وأخيراً، ينظر التقرير إلى الأهداف الإقليمية التوسعية لتركيا فيما يتعلق بالحرب الأهلية السورية وتأثير العلاقة التركية مع حكومة إقليم كردستان وجهودها لإنشاء منطقة عازلة ودية في شمال العراق على الصراع الدائر في سوريا.

    لقراءة المزيد اضغط هنا