مارتن جولف ، صحفي يغطي الشرق الأوسط لصحيفة الغارديان، وكريم شاهين هو مراسل صحيفة الغارديان ، الشرق الأوسط ، في بيروت.
ايران تشدد قبضتها على الانتخابات اللبنانية بعد ان أيّد سمير جعجع المدعوم سعوديا ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
لبنان على وشك انتخاب رئيس جمهورية قريب من حزب الله المدعوم ايرانياً، بعد ايام من الاتفاق النووي بين الغرب و طهران فان اتفاق القادة اللبنانيون قد يعزز من الصوت الايراني المتصاعد في المنطقة ، جاء اقرار ميشال عون، الجنرال السابق في الجيش اللبناني الذي انقلب على النظام السوري، بعد ما يقارب العامين من المواجهة ضد خصومه السياسين التي تسببت بشلل الحراك السياسي في بيروت بالرغم من رغبة المملكة العربية السعودية بتولي منافسه سمير جعجع رئاسة الجمهورية. وعوضا عن ذلك فقد قام سمير جعجع بمساندة ميشال عون بتولي رئاسة الجمهورية في خطوة ستعزز الدور الايراني في لبنان.
ان لبنان بلد غير مستقر بذاته ودائم الحاجة الى رعاية خارجية، واصبحت الآن واجهة في الصراع السعودي – الايراني اللتان تنفقان مليارات الدولارات لدعم مرشحيهما للرئاسة. واضاف جعجع في مؤتمر صحافي احتفالي مشترك. “أنا أعلن ترشيحي للجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية” واضاف “اني أدعو حلفاؤنا لتأييد هذا الترشيح”.
سيحتاج الجنرال ميشال عون الى موافقة الاغلبية في البرلمان اللبناني ، ويبدو ان هذه الاغلبية ستتحقق فيما لو اتفقت الكتلتان الشيعية والمسيحية مع بعض نواب الطوائف الصغيرة . اما كتلة “14 آذار” المدعومة سعودياً التي تضم معظم الطائفة السنية في لبنان، وتحظى بدعم قوي من الرياض، استمروا بمعارضة الاتفاق حتى تم الإعلان عنه من الرجلين في مساء يوم الاثنين، ويبدو ان سمير جعجع سيواجه صعوبات كبيرة في إقناع الكتلة لدعم ميشال عون.
ويؤيد عون وبحماس الدور الإيراني في المنطقة وسيكون انتخابه علامة واضحة في تمدد نفوذ طهران في المنطقة، في الوقت الذي يدور فيه صراع قوي على السلطة والنفوذ فان السعودية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران عند البدأ بتنفيذ الاتفاق النووي. وقد عجلت اشتعال هذه التوترات بين الدولتين الهجوم على السفارة السعودية في طهران، التي جاءت عقب إعدام رجل الدين الشيعي السعودي البارز. ومع ذلك، فإن ذلك يؤكد اتساع المواجهة التي تأزمت عند بدأ الحرب الاهلية السورية والحرب في اليمن ، ولهما بعد طائفي.
يمثّل سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني المنفي ، القوة السعودية في لبنان. وفي أواخر العام الماضي، طرح سعد الحريري (سليمان فرنجية) كمرشح تسوية ، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالنظام السوري، في محاولة للخروج من الطريق المسدود الذي تسبب بشل الخدمات الأساسية وزعزعة استقرار البلاد.
وقد نجحت هذه الخطوة ،ولكن لم تكن النتيجة المتوقعة التي تمناها سعد الحريري. كان عون وجعجع الأعداء حيث أن كلا من سمير جعجع و ميشال عون كانا قائدين في المعسكرات المسيحية المتناحرة خلال الحرب اللبنانية الاهلية التي استمرت من 1975 الى 1990، ولكنهما يكرهان سليمان فرنجية اكثر من كرهمها لبعضهما.
اذا تم انتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد، كما هو مرجح ، فانه على الاغلب سيتسبب بضرر لموقف كتلة 14 آذار في لبنان، الذي سيعد ضربة اخرى للمكانة السنيّة في المنطقة.
يخشى مسؤولون سعوديون من ان ايران ستزيد دعمها بشكل استثنائي لوكلائها الاقليميين وذلك بعد رفع العقوبات الدولية في أعقاب صفقتها النووية، وعلى رأسهم حزب الله ، الذي يُدعَم مباشرة من طهران منذ بدأ تأسيسه قبل اكثر من ثلاثة عقود. وتمتد المخاوف السعودية أيضا إلى بغداد ودمشق، حيث اصبحت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران أكثر قوة وتأثيرا من الجيش العراقي الوطني، اذ استلمت زمام المبادرة في المعارك ضد تنظيم داعش الارهابي، في حين تدخلت ايران وبقوة لإنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا. وفي اليمن، شنت السعودية حملة عسكرية بعد اتهامهم لايران بدعم الثوار الحوثيين الذين أطاحوا بالحكومة اليمنية المدعومة من الرياض.
منذ فترة طويلة اصيب لبنان بالشلل وذلك بسبب ولاءات نخبها السياسية المختلفة. فشل البرلمان اللبناني بانتخاب رئيساً للجمهورية حسب قانون المراونة المسيحي في جلسات برلمانية غالبا ما فشلت بتحقق النصاب القانوني و لاكثر من ثلاثين مرة.
في الصيف الماضي ظهر هناك خللاً سياسياً واضحاً في البلاد، عندما فشلت الحكومة اللبنانية بالتوصل الى اتفاق حول مقالب جديدة للنفايات التي ادت الى تراكم النفايات في شوارع بيروت ، مما ادى الى اندلاع مظاهرات كبيرة احتجاجا على الفساد الحكومي في لبنان.
ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .
المصدر :