back to top
المزيد

    الصراع يتسبب بعدم تأمين الغذاء في نينوى والأنبار

    برنامج الغذاء العالمي- مراقبة سوق الغذاء العراقي | النشرة الرابعة

    المواضيع الرئيسية

    • الصراعات الجارية وخطوط الإمداد المقطوعة لا تزال سبباً بارتفاع أسعار الغذاء في الانبار ونينوى وكركوك. تحديداً في الأنبار، فانّ الفرق بين أسعار السكّر وطحين القمح، فيها مقارنة ببغداد قد ازداد بصورةٍ ملحوظة منذ شباط.
    • في نينوى، تسبب الصراع بشحة في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعارها، وهنا، القدرة الشرائية للناس هي الأقل من بين المحافظات التي تم استطلاعها، بسبب قلة فرص العمل ومستويات الأجور المنخفضة. في الأنبار وديالى انخفضت القدرة الشرائية بمقدار الربع منذ شباط.
    • إنّ مخزونات القمح المتوفرة لغرض الطحن منخفضة، وكذلك المخزونات المستوردة، وتوقعات المحاصيل غير مؤكدة، فوجود الصراع يعني زرع أقل، خصوصاً في .مناطق الوسط والجنوب

    Capture33

    منهجية الاستطلاع – جمع البيانات عن بعد، عن طريق تحليل قابلية الجَوْح ورسم الخرائط إعتماداً على المقابلات الهاتفية

    منذ شباط 2015، قام فريق (تحليل قابلية الجَوْح ورسم الخرائط إعتماداً على المقابلات الهاتفية) التابع لبرنامج الغذاء العالمي باجراء بعملية جمع بيانات السوق عن بعد في محافظات وسط وجنوب العراق، عن طريق إجراء مقابلات هاتفية مباشرة. وهذه الوسيلة ساعدت برنامج الغذاء العالمي بجمع معلومات السوق من المناطق الرئيسية التي من الصعب الوصول إليها بسبب العوائق الامنية. وبمساعدة منظمتي الاغاثة الاسلامية والعون الاسلامي، تم الحصول على المعلومات بين 3-19 آذار من 24 موقع في كل من محافظات الأنبار (5)، ونينوى (2)، وديالى (9)، وكركوك (8)، باستخدام استطلاعات مبسطة للسوق.

    أسعار الغذاء المرتفعة في الأنبار ونينوى

    لكي نحدد كلفة شراء الغذاء في السوق، نحسب كلفة سلّة الغذاء القياسية التي تتألف من 225 غم من طحين القمح، و225 غم من الرز، و60 غم من العدس، و33 غم من السكر، و30 غم من الزيت النباتي، فتوفّر هذه السلة 2,100 كيلو كالوري للشخص، وهو أقل غذائي يومي ينصح بتناوله. نحن نقارن أسعار هذه المفردات الغذائية في المناطق المتأثرة بالصراع مع الأسعار السائدة في بغداد والسليمانية التي تجاور مناطق الاستطلاع.

    Capture2

    إنّ المعلومات التي تم جمعها تُظهر أنّ سلّة الغذاء في مناطق الأنبار ونينوى وكركوك تُكلّف أكثر بكثير مما هي عليه في بغداد والسليمانية، فسلّة الغذاء في الأنبار كانت أغلى بـ 66 بالمائة مما هي عليه في بغداد، في حين أنّ الفرق في نينوى وكركوك كان بين 25 و35 بالمائة. والطرق الرئيسية التي تربط الأنبار ونينوى ببغداد أصبحت غير صالحة للمرور بسبب الصراع، مما أثّر على تجهيز الغذاء.

    Capture3-300x143

    في جزء من الفلوجة (في محافظة الأنبار)، إزدادت كلفة سلّة الغذاء الكافية بمقدار 74 بالمائة منذ شباط، والسبب الرئيسي هو ارتفاع أسعار الرز وطحين القمح، ولا تزال تأثيرات الصراع القوي وإغلاق الطرق لفترات طويلة في تصاعد.

    تحليل السلع يُظهر أن أسعار طحين القمح المباع بالمفرق في الأنبار ونينوى وكركوك هي، على الأقل، ضعف أسعارها في بغداد، وأسعار السلع الأخرى، مثل السكر، أيضاً ارتفعت منذ شباط، ففي الانبار سعر السكّر كان ضعف سعره في بغداد، وأسعار السكّر في نينوى كانت أكثر بـ50 بالمائة. إنّ قلّة توزيع طحين الحصة في هذه المناطق المتأثرة ربما يكون السبب في بقاءه مرتفعاً، فتوزيعات حصة كانون الثاني بقيت دون الحاجة المقررة حتى في المحافظات التي تقع خارج منطقة الصراع.

    في نينوى أشار المشاركون في الاستطلاع إلى الفرق الكبير في أسعار طحين القمح بين نينوى وبغداد (134%)، التي من الممكن أن تُعزى إلى التجهيز المنخفض للغذاء.

    جدول (1): فروقات أسعار السلع بالنسبة لبغداد (آذار 2015)

    السلعة الأنبار كركوك ديالى نينوى
    الرز 66% 19% 11% 33%
    طحين القمح 163% 128% 53% 134%
    السكّر 125% 46% 29% 50%
    الزيت النباتي 68% 7% 113% 14%

    أخبرنا بعض المشاركون من بعض مناطق صلاح الدين أنّ الكثير من السلع الغذائية لم تكن متوفرة في السوق لأن العمليات العسكرية في تكريت قد قللت من إمكانية المرور على الطريق. وبالنسبة لقلّة غاز الطبخ في المناطق المتأثرة بالصراع فلقد دفعت أصحاب البيوت إلى إستخدام الحطب بدلاً منه.

    معدلات الأجور المنخفضة في نينوى والأنبار تُضعف القدرة الشرائية

    الموصل تحتل أقل مرتبة بمعدلات أجور العمال غير المهرة وذلك بـ 15,000 دينار عراقي في اليوم في آذار، وهذه أقل من نصف الأجور السائدة في السليمانية، أما في الأنبار وديالى وكركوك، فتتراوح معدلات الأجور بين 20,000 و 25,000 دينار في اليوم، وهي مشابهة لما كانت عليه في شباط. وبالمقارنة، فانّ متوسّط الأجور في محافظة السليمانية كانت 35,000 في اليوم في آذار، في حين كانت 25,000-30,000 دينار في بغداد. وقال المشاركون في الأنبار أيضاً أنّ الغذاء كان متوفراً، لكنهم لم يكونوا يستلمون رواتبهم لكي يتشروه، فالمقارنة بين المحافظات تُظهر أنّ الصراع يؤثر على سوق اجور العمال غير المهرة كذلك.

    نحن نستخدم مصطلحات التجارة لحساب القدرة الشرائية، مقدّرين بذلك العدد الأقل لسلّات الغذاء التي يُمكن شراؤها اعتماداً على الأجور اليومية السائدة للعمال غير المهرة، ثم نقارن مع معلومات العمل بالأجرة في أقرب المحافظات مثل السليمانية وبغداد.

    Capture4-300x180

    إنّ معدّلات التبادل التجاري في محافظة الموصل هي الأدنى، حيث يمكن للناس شراء 12 سلة غذاء بأجورهم اليومية، مقارنة ب37 سلّة لأولئك الذين يعملون في السليمانية، لذا فان المشاركين من نينوى قالوا أنّهم لا يملكون القدرة المالية لشراء حاجاتهم اليومية.

    في كلٍّ من الأنبار وديالى، إنخفضت القدرة الشرائية منذ شباط، ففي شهر آذار في الانبار كان بمقدور الناس شراء 15 سلة غذائية، بعدما كان باستطاعتهم شراء 20 في الشهر الذي سبقه، وفي ديالى، هبطت القرة الشرائية من 25 سلة في شباط إلى 19 في آذار. بالمقارنة، حال القدرة الشرائية أفضل في كركوك والسليمانية، وفي تزايد في كلا المنطقتين.

    إحتمالات مختلطة لمحصول شتاء 2015

    يمكن إستخدام صور الأقمار الصناعية لمقارنة أنماط النمو الخضري في الموسم الحالي مع العام الماضي، وعلى العموم، فانّ قيم مؤشرات النمو الخضري لمناطق وسط وجنوب العراق تعكس ظروفاً أكثر فقراً في عام 2015 من ظروف نفس هذه الفترة قبل عام من الآن، ولكنها أفضل من المتوسط في المناطق الشمالية ومنطقة كردستان العراق. وبما أنّ كميات الري والأمطار كانت كافية بشكلٍ عام، فانّ الظرف الأكثر فقراً في بغداد وديالى وصلاح الدين والأنبار ربما تعكس أراضي غير مزروعة أو تعطيلاً للري بسبب الصراع الجاري في هذه المناطق.

    Capture5-300x200

    إنّ توقعات حصاد القمح في العراق لسنة 2015 (المنتظرة في نيسان)، تبدو مختلطة في أحسن حالاتها، ومن المتوقع أن تواجه المناطق الجنوبية انخفاضاً طفيفاً في الانتاج، وسيكون إنتاج القمح في وسط العراق أقل بكثير في عام 2015 لأن الزراعة والري واجهت تعطيلات خلال فترة الزراعة في الخريف. أما في المناطق الشمالية في كركوك ونينوى، فانّ التوقعات مختلطة، سيواجه الفلاحون تحدياً يتمثل بكيفية زراعتهم وتسويقهم لمحاصيلهم بشكل ناجح وسط الصراع. فيما يخص توقعات انتاج القمح في عموم كردستان العراق فانّها تبدو ممتازة، باستثناء بعض مناطق دهوك المحاذية لنينوى.

    إستنتاج

    يستمر الصراع بتعطيل خطوط تجهيز السلع وإمكانية استخدام الطرق، وبالتالي على أسعار الغذاء، والمحافظات التي تتجلى فيها هذه الظاهرة بالنسبة الأكبر هي الأنبار ونينوى وكركوك، حيث سعر طحين القمح ضعف سعره في بغداد، وكذلك فروقات أسعار السكّر الكبيرة جداً. لقد أثّر الصراع على معدلات الأجور اليومية والتبادلات التجارية، خاصة في الأنبار ونينوى، وهنالك قلق حول مخزونات القمح، لأنّ المخزونات المحلية والمستوردة منخفضة. إنّ توقعات محاصيل القمح لعراق 2015 مختلطة، فمن المحتمل أن تواجه المناطق الجنوبية إنحساراً قليلاً في الانتاج، ومناطق الوسط تواجه إنحداراً ملحوظاً في الانتاج بسبب معرقلات الزراعة والري التي خلال فترة الزراعة في الخريف.

    رابط المصدر :

    https://www.humanitarianresponse.info/system/files/documents/files/Iraq-%20Bulletin%204_Final.pdf