حيدر الخوئي – سي ان ان
هناك إحتمال واحد فقط للهجوم العسكري الحالي في العراق لإستعادة تكريت وهي: هزيمة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
الحملة لإستعادة سلطة الحكومة المركزية على محافظة صلاح الدين المضطربة تعتبر رمزية وإستراتيجية لبغداد، التي ضحت كثيراً على أن تحتمل فقدان هذه المعركة.
ينقل أن داعش ففخخت جزء كبير من المدينة في محاولة منها لإبطاء هجوم الحكومة. مع ذلك أحرزت بغداد سهولة كبيرة في المهمة الحالية نظراً أن معظم سكان تكريت من المدنيين قد فروا بالفعل من المدينة – الى كردستان وجنوب بغداد على حدٍ سواء – تاركين وراءهم جهادي داعش للدفاع عن المدينة، بحسب ما نقله المتخصص الدستوري العراقي زيد العلي وهو من هذه المدينة.
التقارير الأولية للهجوم المتعدد الجوانب على تكريت مشجعة. طهرت القوات العراقية لحد الآن المناطق على مشارف المدينة ومن المتوقع أن يستمر التقدم نحو وسط المدينة على حد سواء كما ان المدفعيات الثقيلة وطائرات الهليكوبتر الحربية تسحق متشددي داعش الذين اتخذوا مواقع دفاعية.
هناك عنصر اساسي اخر حاسم لنجاح هذه المعركة تكون في إصلاح الجماعات المختلفه والمشاركة في هذه الحرب، وتشمل القوات العراقية فصائل مشتركة لإستعادة السيطرة على تكريت تتضمن أعضاء اساسيين من الشيعة (الحشد الشعبي) كقوة شبه عسكرية، وأعضاء من السنة (أبناء ألوية صلاح الدين)، ومقاتلين من عشائر سنية أخرى. الهجوم يحتوي إجمالياً حوالي (30،000) مقاتل.
بالرغم من أن الحملة بقيادة عراقية، الا ان المساعدة من الخارج تلعب دورا هاما. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تقم بأي ضربات جوية لحد الأن فهذا قد يتغير مع تطورات المعركة. إيران، في تناقض مع الولايات المتحدة، قدمت للعراق مساعدات عسكرية مباشرة كان العراق في أشد الحاجة اليها في الازمة الامنية في يونيو حزيران الماضي. الإيرانيون بذلوا جهودا حقيقية في هذه الحمله ولن يدعوا العراقيين يخسرون هذه المعركة.
خلافاً لما يجري في سوريا، فإن الامريكيين واللإيرانيين على حد سواء يشاركان العدو نفسه ولهم صديق مشترك في العراق، لكن نظراً لإعتبارات سياسية أوسع, لا واشنطن ولا طهران سيعترفان بأن هناك اي شكل من أشكال التعاون الضمني في العراق. مع ذلك، من الارجح بالفعل ان يحدث تعاون مشترك وراء الكواليس. بغداد ستستفيد من المخابرات الأمريكية ومن الضباط الإيرانيين الذين يقدمون المشورة العسكرية للجيش العراقي.
الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الأيراني والذي لعب دوراً رئيسياً في مكافحة داعش، أفادت تقارير انه كان متواجداً بالقرب من تكريت بعد بعض ساعات من بدء الحملة العسكرية رسمياً.
المعركة العاطفية
إيران تقدم المشورة العسكرية، والدعم والأسلحة ليس فقط من خلال الحكومة المركزية في بغداد ولكن أيضاً مباشرةً الى العديد من المليشيات الشيعية القوية على نحو متزايد والتي تعمل الأن في إطار لجنة شبه عسكرية التي ترعاها الدوله المعروفة بالحشد الشعبي وتسمى ايضاً “وحدات تعبئة الشعبية”.
اثنين من القادة العراقيين الرئيسيين لهذه اللجنة الشبه عسكرية، هادي العامري وأبو مهدي المهندس، صوروا معاً مع الجنرال فاضل برواري قائد النخبة لقوات العمليات الخاصة العراقي.
بالرغم أن هناك عدد قليل من المدنيين في تكريت، سوف تكون العيون على قوات الأمن العراقية – وخصوصاً الميليشيات الشيعية – لمعرفة ما إذا كان يتم تنفيذ انتهاكات.
أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ان على المقاتلين ضد داعش, حماية المدنيين وممتلكاتهم في المنطقة، وأعطى مقاتلي داعش “المغرر بهم” فرصة أخيرة لتسليم أسلحتهم قبل تقدم القوات.
المعركة عاطفية للجنود والمقاتلين الشيعة لأن تكريت موقع مذبحة معسكر سبايكر في يونيو حزيران الماضي، حيث تم القبض على 1،700 جندي شيعي، وفصلوا عن رفاقهم السنة ومن ثم تم إعدامهم في اسلوب مفجع تم توثيقه من قبل داعش كفيلم دعايئي قوي.
ومع ذلك، فإنه من المشجع أن كلا من الشيعة والمقاتلين السنة يدعمون الجيش في جهود مشتركة لهزيمة داعش. فإن التعاون بين الشيعة والمقاتلين السنة سيكون حاسماً ليس فقط في الهجوم المستمر في تكريت ولكن أيضا يمهد الطريق لمزيد من التعاون بينهما في حملة استراتيجية لإستعادة مدينة الموصل.
سياسياً، هذه الجماعات لا تتواصل مع بعضها، ولا يزال هناك توتر عميق عرقي- طائفي في العراق. لكن بغض النظر عن هذه الإختلافات فأنهم جميعاً يتفقون على أن داعش يشكل تهديداً مشتركا والعدو الذي يجب أن يهزم. للتأكيد، المقاتلون السنة في هذه المعركة هم أكثر عداءً لتنظيم داعش من المواليين للحكومة. ومع ذلك من الممكن أن يتمكنوا من العمل مع المواليين للحكومة والميليشيات الشيعية على حد سواء, وهي اخبار جيدة وتقدم جيد بالنسبة للبلد، الذي يعتبر أنه دمر نفسه، بغض النظر عن الصعيد العرقي والطائفي.
رابط المصدر:
Why ’emotional’ battle for Tikrit will defeat ISIS