لارا جيكس, كيت برانن | فورين بوليسي
لأشهر عديدة طالب العراق الولايات المتحدة بتقديم الدعم اللازم لمواجه الدولة الاسلامية, ولكن واشنطن فضلت الجلوس جانبا خلال معركه استعادة مسقط رأس صدام حسين!
شنت قوات الأمن العراقية، مدعومة بمزيج من الميليشيات الشيعية والعشائر السنية ومقاتلين البيشمركة الكردية، والمستشارين الإيرانيين صباح يوم الاثنين، 2 آذار مارس ، عملية لاستعادة تكريت من الدولة الإسلامية.
وتشير التقارير الى ان المدفعية والطائرات المقاتلة العراقية قدمت المساعدة للقوات البرية من خلال قصف معاقل المسلحين
على الهامش لحد الآن؟ صرحت وزارة الدفاع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية لم تقدم اي دعم في عملية تحريرتكريت, و بعد إجراء أكثر من (2000) ضربة جوية ضد أهداف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فأن غياب الولايات المتحدة عن معركة تكريت يبين مدى التأثير القليل الذي تمتلكه الولايات المتحدة في هذه المعركة المعقدة.
ان خطط العراقيين لاستعادة تكريت كانت معروفة حين تجمع الآلاف من الجنود وأفراد الميليشيات الشيعية في مدينة سامراء للتحضير للهجوم, ووصف مسؤول أمريكي في القيادة المركزية في البنتاغون “انها مفاجأة صغيرة” اشارة الى العملية التي انطلقت يوم الاثنين وصرح ان هناك شكوك في أن الحرس الثوري الإيراني لعب دور في هذه العملية.
قاسم سليماني قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإسلامي وصل منذ يومين الى الخطوط الأمامية لتقديم المشورة للقادة العراقيين كما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
لعبت قيادة سليماني مع الميليشيات الشيعية دورا كبيرا في اعادة السيطرة على مسقط رأس صدام حسين، أحد معاقل السنة، والذي اقلق بعض المسؤولين الأميركيين.
صرح مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر أن إيران لديها و بشكل واضح “مصلحة كبيرة في علام سوف تسير اليه الأمور في العراق.” عندما تحدث في مجلس العلاقات الخارجية يوم الاثنين، وتوقع أن طهران ستستمر في بسط نفوذها على الميليشيات الشيعية في العراق لاستهداف الدولة الإسلامية.
لكن كلابر اعترف أن إيران لا تملك السيطرة الكاملة على الميليشيات الشيعية، لان كثير منهم من العراقيين الوطنيين الذين “اظهروا استياءهم من الوجود الأمريكي” في بغداد وخارجها.
واضاف “طالما أدرك الإيرانيين أن ما نقوم به ينسجم مع أهدافهم – وهو القضاء على داعش فسوف نسير في مساريين متوازيين هناك، وأنهم سوف يفعلون ما في وسعهم للسيطرة على الميليشيات” وذلك باستخدام اختصار لاسم مجموعة الدولة الإسلامية المتطرفة.
المقاتلين العراقيين الذين شنوا الهجوم على تكريت هم خليط من قوات الأمن الحكومية ورجال القبائل السنية، ولكن الغالبية هم من الميليشيات الشيعية، وفقا لمسؤول امريكي ثان مطلع على الخطوط العريضة للمهمة.
وصرح ان هذا المزيج “مدعاة للقلق” في معركة تطغى عليها التوترات الطائفية بالفعل, تكريت وبقية محافظة صلاح الدين ذات أغلبية سنية، لكن المسؤولون صرحوا ان بعض الشيعة في الآونة الأخيرة قد جائوا من قتال عنيف في محافظة ديالى، والتي تقع على الحدود مع إيران.
ذلك المسؤول الامريكي لا يعرف ما إذا كانت بغداد قد وضعت خططها بشكل واضحة للهجوم قبل إطلاقه، لكنه قال لأسابيع ناقش القادة العراقيون سبل استعادة تكريت من الدولة الإسلامية, وصرح انه لم يكن يتوقع ان القتال سينتهي بسرعة، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التي تسعى لمنع سقوط ضحايا من المدنيين تستمرعموما لعدة أيام، إن لم تكن أسابيع.
إنها المحاولة الثالثة لاستعادة تكريت من الدولة الإسلامية التي سيطرت على المدينة في يونيو حزيران. وأشار التقارير في وقت مبكر الاثنين ان بعض مقاتلين الدولة الاسلامية قد طردوا من مواقعهم على مشارف المدينة، في الوقت الذي قدمت فيه القوات العراقية ضحايا نتيجه لتبادل الإطلاقات النار والقنابل مزروعة على الطريق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن للصحفيين في وزارة الدفاع، “كنا نعلم بالعملية قبل أن تبدأ”، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول مستوى التنسيق بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية.
وقال ان العراقيين لم يطلبوا أي دعم جوي من الولايات المتحدة، لهذا السبب لم يكن هناك دعم جوي.
وقال وارن “العراق دولة ذات سيادة،و حكومة ذات سيادة, وهو من يقرر مستوي التنسيق”.
أما بالنسبة إذا ما كان هناك طائرات استطلاع بدون طيار تابع للولايات المتحدة تحلق فوق المدينة، علق وارن انها معلومات استخباراتيه سريه.
يقال إن هناك ما يقرب من (30,000) مقاتل شاركوا في معركه تحرير تكريت، مع ما يقدر بـ(15,000) من قوات الأمن العراقية. وقالت الولايات المتحدة انها تحتاج من (20,000) إلى (25,000) مقاتل لاستعادة السيطرة على الموصل، وهي مدينة في شمال العراق وتكبر تكريت بأربع مرات.
وصرح مسؤول امريكي لفورين بولسي أنه من غير الواضح كم هو عدد المقاتلين المشاركين واذا ما كانت الشيعه تمثل الاغلبيه. وأشار إلى أن هناك فقط ما يقدر بـ(2,500) من قوات الأمن العراقية يتدربون حاليا على ايدي القوات الامريكية.
وهذا يحيم بعض الشكوك حول ما إذا كانت بغداد قد حشدت عشرات الآلاف من القوات للقتال في تكريت.
رد واشنطن حول معركة تكريت يأتي بعد أسبوع من محاولة احتواء غضب بغداد وتقليل الاضرار التي سببها احد المسؤولين الامريكان عندما صرح حول نيه الولايات المتحدة شن هجوم على الموصل في الربيع, وتتوقع القيادة المركزية الأمريكية أن معركة استعادة الموصل من الدولة الإسلامية يمكن أن تبدأ في نيسان أبريل أو آيار مايو، وهو ما أغضب المسؤولين العراقيين الذين اظهروا حساسية حول عدم الظهور في مظهر المسيطر على الحملة العسكرية.
وفي يوم الاحد، وجه وزير الخارجية جون كيري طعن لهذا الجدول الزمني وقال هذا الأسبوع للاي بي سي نيوز “، هذا الجدول مناقض للواقع، وأعتقد أنه يعيدنا إلى الخلف,وهناك عدة خيارات مختلفة، لذلك يجب عدم الاعتماد على ما يقال او يرى,هذه العملية سوف تنجز عندما نكون مستعدين ,والموعد سيحدد من قبلا التحالف, هذا سوف يحدث عندما تكون هناك ثقة أن الهجوم سيكون ناجحا “.
وخلال ذلك اللقاء في 19 شباط فبراير مع مسؤولى القيادة المركزية، سأل مراسل عن الدور إيران الذي تلعبه على الأرض في العراق.
وصرح المسؤول “ليس لدينا أرقام دقيقة، ولكننا نعرف أن هناك وجودا ايرانيا في العراق” واضاف “حتى الآن، لدينا اهداف ومصالح مشتركة هناك.”
وأضاف: “نحن نعمل مع الحكومة العراقية على التأكيد على أنهم يفهمون أن هناك اشياء لا يمكن أن نتتسامح معها- كإساءة استخدام الميليشيات الشيعية والممارسات الغير لائقه تجاه الاخريين.”
رابط المصدر:
Baghdad to Pentagon: Surprise! We’ve Invaded Tikrit!