back to top
المزيد

    المملكة العربية السعودية تقترب من تغيير سياستها تجاه جماعة الإخوان المسلمين

    روري دوناكي – موقع عين الشرق الاوسط الامريكية

    قال محللون ان السعودية قد تغير تكتيكاتها في التعامل مع الإخوان المسلمين وتفرط بدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال القيام بذلك! إذ قال عضو سابق في مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية يوم الخميس انه “من غير المعقول” اعتبار جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وإضافة إلى تقارير واردة فان الدولة الخليجية تدرس تغيير سياستها تحت الحكم الملكي الجديد للملك سلمان.

    وقال أحمد التويجري في مقابلة تلفزيونية مع قناة روتانا في منطقة الخليج, انه على الرغم من ان الرياض وصفت جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في العام الماضي الا ان “القول بأن جماعة الإخوان المسلمين هي منظمة إرهابية هي غير معقولة تماما”.

    وقالت مصادر لـ(عين الشرق الاوسط) طلبت عدم الكشف عن هويتها ان التويجري هو “وثيق الصلة حاليا” بالملك سلمان ويقدم له النصح في “الامور غير الرسمية”، مبينا أن تعليقاته قد تعكس وجهات النظر المتغيرة داخل بيت آل سعود.

    وسئل التويجري في المقابلة فيما اذا كان هناك تغير في موقف المملكة تجاه الإخوان تحت حكم سلمان، مشيرا إلى مقابلة جرت مؤخرا مع وزير الخارجية سعود الفيصل قال فيها ان المملكة العربية السعودية “لا توجد لديها مشكلة” مع الجماعة, رد التويجري بالقول إن جماعة الإخوان “أمة” و”حليف طبيعي” للمملكة العربية السعودية.

    ونفى ان تكون وزارة الداخلية قد حددت الإخوان كلهم كإرهابيين وأوضح “السياق” حول تسمية الجماعة كمنظمة محظورة, “ليس هناك شيء يسمى السياق اللغوي” حسبما قال التويجري لقناة روتانا التلفزيونية التي يملكها الملياردير السعودي الوليد بن طلال.

    “إن المملكة لا يمكن أن تقول في بيان واحد أن جماعة الإخوان المسلمين هي منظمة إرهابية. ذلك (التحديد) جاء كجزء من قائمة المنظمات الإرهابية وأضيف اسم جماعة الإخوان المسلمين لتلك. ذلك (التحديد) هي لمجموعة من المنظمات التي تنتهج طريق العنف، عازمة على نشر الرعب [التحديد يدين] كل أولئك الذين ينطبق عليهم هذا”. واضاف ان “اتخاذ هذا المفهوم، وتعميمه على هذا التنظيم الضخم الذي يمتد من إندونيسيا إلى المغرب, وأن نقول كلهم إرهابيون غير مقبول لشخص عاقل”.

    المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد الله الذي وافته المنية في كانون الثاني، دعم بشدة الانقلاب العسكري في مصر المدعوم شعبيا في 2013 الذي أطاح من الرئاسة بزعيم الإخوان المسلمين محمد مرسي المنتخب في آجواء الحرية. مساعدات عبدالله بمليارات الدولارات لقائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الذي تحول الى رئيس جعل القاهرة تصف الإخوان المسلمين بالمنظمة الارهابية في آذار 2014.

    وعلى الرغم من اظهار السعودية معارضة قوية لجماعة الإخوان، قال التويجري ان السياق الإقليمي يعطي نظرة مختلفة على علاقة المملكة مع الجماعة. وذكر المغرب وتونس حيث جماعة الإخوان شركاء في حكومة ائتلافية، واشار إلى تركيا حيث قال “السلطة الحاكمة هي لجماعة الإخوان المسلمين”, رجب طيب أردوغان الذي يحكم العدالة والتنمية هو من المؤيدين ولكن لا ينتمي رسميا الى جماعة الاخوان المسلمين.

    وقال عضو مجلس الشورى السابق الذي امتدح أردوغان ووصفه بالمجاهد الشرس “ليس لدى المملكة أي مشكلة مع هذه الجماعات، والعكس بالعكس. يجب عليهم أن يكونوا حلفاء وان تكون لدينا علاقات استراتيجية معهم”. وأضاف التويجري أنه “من المسيء” إلى المملكة العربية السعودية ولجميع “رجال الدين والمفكرين والسياسيين والأكاديميين” المرتبطين مع الإخوان بان نصفهم بالإرهابيين.

    المذيع سأله ان كان يخشى الاعتقال من قبل وزارة الداخلية لتعليقاته التي على ما يبدو انها معارضة لموقف الوزارة, أجاب التويجري “أنا واثق من أنهم سوف يشكروني لأنني صححت فهما غير صحيح. المملكة لا يمكن أن تعادي أولئك الذين يتبعون الإسلام. يجب أن تكون المملكة دقيقة في مواقفها”.

    وقال الخبراء الإقليميون أنهم لا يتوقعون “تغييرا كبيرا” في ظل سلمان، لكن يبدو من الحكمة أن تعيد المملكة تقييم مواقفها لسياسات معينة. وقال اندرو هاموند زميل السياسة البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ” كان من الواضح ان رد فعل عبد الله ضد جماعة الإخوان هو متطرف قليلا”.

    “في سياق الربيع العربي أُصيب السعوديون بالرعب من مكاسب الحركات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة. ومن الطبيعي أنه ينبغي الانسحاب الى الوراء قليلا، خاصة عندما يتعلق الأمر بسوريا -حيث تحاول السعودية الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد – من الواضح أن جماعة الإخوان هم جزء مهم من تلك العملية”. واضاف “إذا ما نجحوا في التخلص من الأسد فأن جماعة الإخوان لا شك انهم سيلعبون دورا رئيسيا في ما يأتي بعد ذلك اكثر من أي وقت مضى “.

    وقالت جماعة الإخوان المصرية مؤخرا في المنفى من قطر “هناك شعور متزايد في الأمل” أنه في ظل الملك سلمان قد تكون للجماعة فرصة لإعادة تأكيد نفسها. وقال عضو لرويترز رفض الكشف عن اسمه “الامور تتغير من حولنا مع القادة الجدد الذين يأتون إلى السلطة وحان الوقت ليكون لدينا صوت مرة أخرى، ونوضح للعالم من نحن حقا”.

    بينما جماعة الإخوان لها نشاطات في اماكن معينة، لكن الجماعة “هي بالتأكيد عدو للسعوديين” وفقا لهاموند. واضاف ان “السعوديين يرون في رغبة الإخوان على العمل في ظل نظام ديمقراطي ذات مرجعية إسلامية تهديدا لحكمهم” مضيفا أن الرياض سوف ” تواصل القتال ضدهم ولكن بطرق أكثر ذكاءً”.

    واضاف “اذا خطط السعوديون الأقتراب قليلا من جماعة الإخوان فأنهم سيسمحون لهم بمعرفة المزيد عما يقومون به، أو يحاولون القيام به في المملكة العربية السعودية”. هذا شيء قد فعله السعوديون بذكاء على مدى السنوات الـ 20 الماضية – بعض الناس داخل النظام السعودي قد ينظر اليهم أقرب إلى جماعة الإخوان. واضاف “كانت هذه وسيلة لهم للتجسس على الإخوان والتأكد من أنهم لن يشكلوا تهديدا فعليا”.

    ومع ذلك فانه في الوقت الراهن – على الأقل علنا ​​- تبقى المملكة العربية السعودية حليفة مقربة من سيسي مصر الذي استمر في شن حملة شرسة على الإخوان المسلمين. وقال سلمان للرئيس المصري ان العلاقات الثنائية “أقوى من أي محاولة لزعزعتها” بعد تسريب شريط يزعم ان السيسي إهان رعاته الخليجين.

    فاذا كان ما بعد مقابلة التويجري يوم الخميس, يشير إلى وجود تحول خفي في علاقة المملكة العربية السعودية تجاه الإخوان، او أن هناك مشكلة – من المرجح – مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنظر الى الجماعة كإرهابيين بعبارات قاطعة، وفقا لهاموند.

    وقال هاموند أنه في حين عملت الرياض وأبو ظبي بشكل وثيق في الاستجابة للتحديات الناجمة عن الربيع العربي، فان هذه الشراكة ليست قوية كما يُتصور في كثير من الأحيان، وأنه يمكن أن تكون على وشك التعكر مرة أخرى.

    وقال “لم يكن السعوديون والإماراتيون أبدا بهذه الصلة الوثيقة, ففي فترة ما قبل الانتفاضات العربية لم تكن العلاقة جيدة على الإطلاق – إذ عادت نزاعات الحدود منذ 1970 الى الظهور، وكان هناك خلاف على الموقع المحتمل لبنك مركزي لدول مجلس التعاون الخليجي”.

    “ما شهدناه في السنوات القليلة الماضية هو اجتماع مصالح مؤقتة حول قضايا أوسع في كيفية التعامل مع الانتفاضات العربية. ولكنها لن تستمر وتظهر المصالح على أنها متباينة مرة أخرى”.

    تظهر علامات مبكرة في عهد الملك سلمان عن صقيع في العلاقات بين الرياض وأبو ظبي، اذا لم يحضر ولي العهد محمد بن زايد ولا رئيس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم عن الإمارات العربية المتحدة في جنازة عبدالله.

    ويُنظر على نطاق واسع الى محمد بن زايد باعتباره وراء عرش الشيخ خليفة، الذي كان له خلاف مستمر منذ فترة طويلة مع محمد بن نايف نائب العهد الجديد للمملكة العربية السعودية والثاني في ترتيب ولاية العرش، ينظر إليه على أنه وسيط النفوذ الرئيسي في إدارة حكم سلمان.

    في لقاء مع المسؤولين الامريكيين قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، ألمح بن زايد الى نايف بن عبد العزيز آل سعود، والد نائب سمو ولي العهد، بصفات مشبّه للقرد.

    “القى محمد بن زايد نظرة قاتمة على بعض كبار آل سعود – مشيرا بسخرية الى تلعثم وزير الداخلية نايف أن “داروين كان مصيبا”, نشرها موقع ويكيليكس في قراءة لبرقية دبلوماسية.

    رابط المصدر:

    Saudi Arabia shift closer to change in policy toward Muslim Brotherhood