ملخص
انطلقت في العاشر من حزيران 2020 أعمال الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة على مستوى الفنيين والخبراء، على أن تختتم أعمالها في شهر آب على مستوى القمة (رئيس الوزراء العراقي، والرئيس الأمريكي).
ويكتسب الحوار الاستراتيجي بين البلدين أهمية فريدة لعدة أسباب أهمها: التوقيت، والظروف، والأوضاع المصاحبة له والمتمثلة بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا، وهبوط أسعار النفط، وتشكيل حكومة عراقية جديدة بعد تظاهرات شعبية انطلقت في تشرين الثاني من العام الماضي؛ احتجاجاً على الفساد، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وتردي الخدمات، والبطالة. والأهم من ذلك أن الحوار الاستراتيجي سيضع الأساس لشكل العلاقات العراقية-الأمريكية وطبيعتها لمدة قادمة من الزمن.
لذا، على صانع القرار العراقي -وقد شرع بالحوار مع الولايات المتحدة- أن يستحضر تجربة سقوط الموصل وآثارها التي ما زلنا نعاني تبعاتها. فالموصل ما تزال تنتظر إعادة إعمارها، وأهلها يسكنون المخيمات في ظروف بائسة. والأهم من ذلك الدماء والتضحيات التي رافقت سقوط الموصل وتحريرها، والأموال التي أُنفقت على حرب التحرير. إن استحضار هذه التجربة التي حدثت بالأمس القريب يجب أن يكون بوعي وألا يُستبعد حدوثها مرة أخرى.
وأن يؤخذ بالحسبان أن الحوار الاستراتيجي قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ العلاقات الأمريكية-العراقية وترميمها بعد أكثر من عامين من تدهورها بين البلدين، تدهور تسبب في ظهور العراق بدوائر صنع القرار في واشنطن بصورة الحليف السابق الجاحد وغير الجدير بالمساعدة مستقبلاً.