ضمن سلسلة فعاليات المركز للعام 2019، وانطلاقاً من الأهمية التي تحظى بها مراكز الفكر والرأي في الوقت الحاضر، عقد مركز البيان للدراسات والتخطيط بالتعاون مع جامعة ميسان-كلية العلوم السياسية ندوة علمية حملت عنوان: (دور مراكز التفكير والرأي في صنع القرار السياسي الخارجي – دروس مستفادة)، يوم الأربعاء الموافق (27شباط 2019)، وقد حضر الندوة نخبة من أكاديميي الكلية وطلبتها؛ وألقى خلالها الباحث في مركز البيان (أيمن الفيصل) ورقة بحثية أشار خلالها إلى أهمية الدور الذي تؤديه المراكز البحثية في ظل التغييرات التي حدثت -وما تزال تحدث- في النظام الدولي.فضلاً عن الدور الذي تضطلع به في إرشاد صانع القرار لأهم المعلومات التي تساعد في اختيار أفضل البدائل لديه.
وبيّن السيد الفيصل في ورقته أهمية هذه المراكز، والدور الذي تؤديه في عملية صناعة القرار على المستوى الخارجي من جهة، وعلى المستوى الداخلي أو المحلي من جهة أخرى، وتطرّق إلى مراحل ظهور هذه المراكز، وأهم المراكز العالمية، فضلاً عن الرُتَب العالمية لتسلسل تلك المراكز بحسب أعدادها موزعةً على الدول.
وأشار الفيصل إلى أن خصوصية صنّاع القرار ودوره يشكلان عاملاً مؤثراً في العلاقات الدولية، ومن دون شكّ أن رجال الدولة -قبل كل شيء- هم أصحاب القرار؛ وبالنتيجة هم لاعبون في المسرح الدولي، ولكنّهم يعملون لمصلحة الدولة وباسمها، بمعنى أنّ موضوع تأثير مراكز الفكر والرأي على عملية صنع القرار السياسي الخارجي هو موضوع مهم على المستوى الدولي أو المحلي؛ وجاء ذلك نتيجة تطور العلاقات الدولية والسياسة الخارجية للدول، فضلاً عن ظهور مؤسسات وفاعلين دوليين جدد في المسرح الدولي من غير الدول تتمثل في المنظمات الدولية، والشركات المتعددة الجنسية، وغيرها، وتأثيرها في السياسة الخارجية.
وبيّن أيضاً أنَّ مراكز الفكر والرأي تُساعد بنحوٍ مباشر أو غير مباشر في رفد صانع القرار السياسي الخارجي بأهمّ المعلومات والدراسات والأبحاث التي تختصُّ بقضية ما، من خلال الأبحاث التي تقدمها.
وفي ختام حديثة أشار السيد الفيصل إلى أنّ هذه المراكز ستكون لها مكانة بارزة في عملية صنع القرار السياسي الخارجي ولاسيما مع التغييرات الدولية وعلاقاتها؛ لما لها من دورٍ مهمٍ في إعداد المعلومات والأوضاع الدولية المستقبلية وجمعها وتحليلها، وكلُّ ذلك يعتمد على طبيعة النظام السياسي داخل الدولة، والعمل على معالجة بعض الصعوبات التي تواجه مراكز الأبحاث في الوقت الحاضر، من بينها التمويل المالي وافتقار بعضها إلى وسائل تواصل تُعبر من خلالها عن نشاطاتها، فضلاً عن صعوبة الحصول على المعلومة والإحصاءات في بعض الأحيان من جهة، وافتقار الطلبة والباحثين لأهم أدوات البحث العلمي في بعض الأحيان من جهة أخرى.